جمهورية جنوب السودان قبل إعلانها أكدت انها ستكون دولة علمانية وممنوع فيها تشكيل الأحزاب الدينية ، طبعا هذا شأنهم ولهم مطلق الحرية في تطبيق ما يرونه مناسبا لشعبهم ، بالمناسبة ربما ان ناس الحركة الشعبية قاموا بهذا الإعلان بعد ان شاهدوا بأم أعينهم أفعال أصحاب ( اللحى ) في الشمال ، أقول قولي هذا بقوة وبدون ان اخاف من أجعص جعيص ، فالأحزاب الدينية أو ذات الطبيعة المرتبطة بالدين هي اكثر الأحزاب تطرفا وأكثرها إثارة للقلاقل في أي مكان في العالم ، فالقاعدة لم تؤسس لنفسها كحزب ديني ولكنها تعد اخطر منظومة على الامن في العالم ، ولا زالت توالي ضرباتها بصور عشوائية ، والشيء المؤسف انها لا تفرق بين مسلم وغير مسلم وانما توزع خيراتها الدموية على الجميع ، وآخرها يد الإرهاب الآثمة التي ضربت ضربتها في (الإسكندرية مريه ترابها زعفران ) ، عموما نحمد الله أننا في السودان لا نعاني من ضربات الإرهابيين سوى ما حدث للأمريكي القتيل غرانفيل وسائقه من شرذمة مارقة الله اعلم كيف هربوا من سجنهم ، وأتمنى ان يستمر الحراك الأمني غير الملوث بأصحاب الأفكار الضالة الذين لا يشبهون مجتمعنا المسالم ،المهم خلونا من ده كله ، أتصور يا جماعة الخير ان مشاكل السودان بعد انفصال الجنوب وانتهاء القلاقل ، سوف تنحصر في عدة محاور وتداعيات وربما تزداد البلاوي الزرقاء والحمراء اكثر من ذي قبل ، ومن اعتي المشاكل التي ستواكب جمهورية السودان الشمالي بجلالة قدره أصحاب العنتريات وأنصاف المتدينين ، وصقور الإنقاذ الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب وهؤلاء لا يزالون يلوحون بالعصا والخيزانه ضد خصومهم ويريدون الانفراد بالسلطة الشمولية ، كما ان مشكلة دارفور ستكون مثل نار الله الموقدة في خاصرة الحكومة وربما ( تستقوي) الحركات والبركات المسلحة في دارفور بجمهورية جنوب السودان وتصبح فضاءات الجنوب ملاذ آمنا لناس عبد الواحد نور وخليل ابراهيم وجماعتهم ، ومن هناك يطلقون عملياتهم لتطويق جنوبي دارفور وكردفان وتصبح الحكاية ( هردبيس ) والله المستعان ، كما ان من مشاكلنا العويصة قيادات الأحزاب الكبرى نعم ألكبرى وبالذات حزب المؤتمر الشعبي الذي سيطلق صقوره الميامين من اجل مناطحة الحكومة إما ناس حزب الأمة الذي التئم جرحه فسيكون هو الآخر شوكة حوت في حلق الإنقاذ ، وربما تحدث صراعات بين الحكومة وخصومها ما يؤدي إلى تضيق الحكومة الخناق على الناس وتكميم الصحافة وإعلان السودان دولة بوليسية من الطراز الأول ، ويدفع المواطن الغلبان ثمن هذا الصراع الماسخ ، إما حكاية ترسيم الحدود بين البلدين فهي الأخرى ستكون من المسائل العالقة والتي ربما تؤدي الى التوتر وإشعال فتيل الحرب قاتلها الله ، ومن المشاكل التي ستطوق شمالي السودان الفساد الادراي الذي ربما لا يوجد له مثيل في العالم اجمع اضافة إلى البطالة التي ستكتم على الأنفاس كل هذه المنظومة الجميلة والرائعة ذات النكهة الفائقة ستكون ابرز الملامح للسودان الشمالي وبعدين تعالوا قابلوني فلن تكون هناك آليات للحراك التنموي ولا يحزنون طالما أننا سنعيش في قلاقل وبلاوي زرقاء وحمراء ، وسلمولي على السودان سلمولي ، خسارة يا وطن