أول أمس الخميس تجمع السحرة والعرافون من شرق رومانيا وغربها على ضفاف الدانوب لإكمال تعاويذهم واستحضار الجن والأرواح لمحاربة الحكومة. وربما بدا الموضوع للبعض شيئا من فكاهة. ولكن حكومة الرئيس الروماني ترايان بسيسكو تحمل التهديد على محمل الجد. وتبعا لصحيفة ( واشنطن تايمز) التي أوردت الخبر، فإنه ووزراءه يرتدون سترات أرجوانية كل خميس لدرء العين الشريرة. والسبب في هذا هو أن الأرجواني يعتبر، في عالم السحر، لونا ذا ذبذبات عالية قادرة على مواجهة صنائع أكبر جماعات السحرة وهي ( اللهب البنفسجي) التي تمارس طقوسها في ذلك اليوم من كل اسبوع. وقالت ساحرة تدعى اليزيا إنها وإحدى عشرة من رفيقاتها نزلن الى الدانوب ووضعن نبات اللفاح المزوَّد بالتعاويذ واللعنات على مياهه (من أجل إهالة الشر على الحكومة). وأضافت قولها: (هذا قانون غبي. أي ضرائب يريدونها منّا ونحن فقراء لا نجد قوت يومنا؟ وهؤلاء المشرّعون أنفسهم.. انظر اليهم والى ثرائهم وأحابيلهم. كلهم لصوص يسرقون أموال الدولة ويأتون الينا لتزويدهم بالتعاويذ التي تقيهم القانون وشر الأعداء). يذكر أن الضرائب فرضت على السحرة والعرافين السبت الماضي كجزء من حملة الحكومة للانقضاض على المتهربين منها في وقت تعاني فيه البلاد من حالة مزرية من الركود الاقتصادي. وكبقية العاملين المستقلين فسيضطرون لدفع 16 في المائة من مداخيلهم إضافة الى مساهماتهم الإجبارية في صناديق البرامج الصحية والمعاشات. ورغم أن الأغلبية الساحقة من السحرة غاضبة على الحكومة وضرائبها الآن، مثل براتارا بوتسيا التي تقول إن لعناتها القوية ستسقط الحكومة قبل نهاية الشهر الحالي، فإن المرء يجد بينهم من يرى خيرا في الأمر برمته. ومن هؤلاء ميخائيلا مينتشا التي تقول: (هذا قانون جيد للغاية. بوسعي الآن فتح عيادتي الخاصة لأن الدولة صارت تعترف بمهنتنا رسميا).