قال الفريق محمد عطا المولى مدير عام جهاز الأمن الوطني للصحافيين: إن الحركة الشعبية ممثلة في قيادتها العليا أبلغت المؤتمر الوطني وحددت موقفها من دعاوي أخذ منطقة أبيي بمنطق القوة الجبرية وفرض أمر واقع بضم المنطقة للجنوب بالرفض التام لدعاوي الضم والتمسك بالحلول الثنائية مع شريكها.. في الوقت الذي كان مدير عام جهاز الأمن يبث تطمينات عن أوضاع الشماليين في الجنوب من منسوبي القوات النظامية والخدمة العامة، اشتعل الوضع في منطقة أبيي التي يرشحها المراقبون للعب دور في عودة الحرب مجدداً بين الشمال والجنوب آجلاً أم عاجلاً، وموقف الفريق محمد عطا الداعم لحق المسيرية في نيل حقوقهم الدستورية بالاشتراك في استفتاء أبيي يتسم بالوضوح الشديد، باعتبار أبيي ليست معركة خاصة بالمسيرية في جنوب كردفان، بل هي معركة لشمال السودان ولحكومته التي وقفت مساندة للمسيرية في ظروف بالغة التعقيد، وكان أمام الحكومة خيار مساندة حليفها في الشراكة (الحركة الشعبية)، ولكن في كثير من الأحيان والمواقف ضحى المؤتمر الوطني بمصالحه مع الحركة الشعبية، ليقف مع المسيرية في قضية أبيي.. ü ما حدث في منطقة ماكير، عشية بدء عمليات الاستفتاء الذي كان مقرراً له التزامن مع استفتاء أبيي بين قوات الحركة الشعبية «الجيش الشعبي» وبين شباب عددهم «13» من شباب المسيرية جميعهم من رعاة البقر لا يتجاوز متوسط أعمارهم ال 18 عاماً، بيدهم أسلحة خفيفة من كلاشنكوف وجيم «3»، كانوا في رحلة استكشافية لمناهل المياه والمراعي الخصبة تعرضوا لهجوم مفاجئ من قبل قوات الجيش الشعبي الذي يتدثر أحياناً بثياب الدينكا دون وجه حق، ليقاتلوا نيابة عنهم، وأطلقت مليشيات الجيش الشعبي الرصاص على الرعاة فأصابت أحدهم بجروح وتقهقر المسيرية شمالاً تفادياً لنشوب معركة، إلا أن قوات الجيش الشعبي مدعومة بالآليات العسكرية لاحقت المسيرية «الراجلين» على أقدامهم.. ووقعت الواقعة الأولى وكان الحصاد المر للحركة الشعبية بمقتل «11» من منسوبيها الذين يتدثرون برداء الشرطة، وتم تدمير سيارة وفر الباقون مخلفين غنائم استولى عليها شباب المسيرية من الرعاة، قبل أن يخوض الرجال الذين تعرفهم الحركة الشعبية وجيشها معركة المصير الواحد القادمة إن تمادت الحركة في استهدافها للمسيرية ومحاولات فرض رؤية آحادية واغتصاب أرض ليست أرضها. منتصف نهار أمس الأحد عقدت لجنة الأمن بإدارية أبيي ولجنة أمن ولاية جنوب كردفان اجتماعاً مشتركاً في أبيي، شارك فيه الثنائي «هارون والحلو» وزعماء قبيلتي دينكا نوك والمسيرية، حيث صحب هارون الأمراء إسماعيل حامدين وحمدي الدودو والأمير مختار بابو نمر في محاولة لنزع فتيل العنف وإعادة الاستقرار والهدوء لمنطقة أبيي.. لكن النوايا الحسنة لهارون والحلو تصطدم دوماً بطرف الحركة الشعبية الساعي لاحتلال أبيي بالقوة وفرض حل آحادي يهضم حقوق سكان المنطقة من المسيرية ويمنحها لدينكا نوك.. ولكن الحركة الشعبية تعلم جيداً أنها ستواجه من يقاتل في سبيل بقائه، بعد إن كانت في السابق تقاتل من يدافع عن وطن وقضية، وشتان ما بين القتال من أجل البقاء والقتال من أجل مصالح الدينكا..