الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ، تتناقل وسائل الإعلام ويتأكد شيئا فشيئا الدور اليهودي في فصل الجنوب وهو في طريقه للإنفصال . هل هذا هو نهاية الطريق؟لا وألف لا . إن الهجوم الرئيس على السودان في هذه الفترة دون الفترات السابقة لهو دليل على شعور أمريكا وغيرها بخطورة الدور السوداني في أفريقيا والعالم العربي. والدليل على ما نقول عبارة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أن أخطر ما في السودان هو «The Islamization processعملية الأسلمة» وهو إنتشار الإسلام في صفوف الأفارقة. القارة التي يصطرع عليها الشرق والغرب . هل إنتهت عملية الأسلمة في إفريقيا بهذا التحول السياسي المذكور طبعا لا ولكن للأمانة فإن العراقيل ستكون هائلة أمام كل عمل دعوي بل وكل عمل إسلامي في جنوب السودان. إن العراقيل توضع أمام كل عمل إسلامي في كل بلد عربي وإسلامي بوحي من الإدارة الامريكية و الأجهزة الصهيونية التي تحارب الإسلام ليل نهار في نشاط محموم لا يهدأ دفاعا عن وجودهم . فإن اليهود . على إعتبار أنه في النهاية سيؤول أمره إلى أن يصبح حسب تعبيرهم إرهابي. إذا كان هذا في دول عربية وإسلامية فكيف بدولة نصرانية وإفرقية وموجهة من قبل إسرائيل وأمريكا؟ حتما سيكون الوضع صعب على المسلمين في جنوب السودان. لكننا في السودان ماذا بعد؟. الدروس المستفادة من هذه التجربة كثيرة وأولها أن وحدة صف المسلمين هامة جدا جدا . كما أورد الطبري. تفسير الطبري - (ج 13 / ص 575) في تأويل قوله : «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)». قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره للمؤمنين به: أطيعوا، أيها المؤمنون، ربَّكم ورسوله فيما أمركم به ونهاكم عنه، ولا تخالفوهما في شيء «ولا تنازعوا فتفشلوا»، يقول: ولا تختلفوا فتفرقوا وتختلف قلوبكم(1)«فتفشلوا»، يقول: فتضعفوا وتجبنوا، (2) ومن ذلك . بعبارة أخرى إذا تنازعتم وهذه كلمة مأخوذة من نزع الشيء كأن الإنسان ينزع الشئ من يد أخيه هذا التنازع على الشيء الذي في يد أخيك يؤدي إلى الفشل والفشل كما قال الطبري هم الجبن عن لقاء العدو كما أورد في تفسيره تفسير الطبري - (ج 7 / ص 168) وأما قوله:«أن تفشلا»، فإنه يعني: همَّا أن يضعفا ويجبنا عن لقاء عدوّهما. يقال منه:«فشل فلان عن لقاء عدوه ويفشل فشلا» فإذن هو التنازع الذي يدفع المسلمين لئلا يقاتلوا عدوهم وهو الفشل لأنه مقدمة كل فشل هو عدم الإستعداد للقتال.وتأكيدا لهذا الأمر تأمل أخي الكريم في الميزانيات العسكرية الهائلة للدول الكبرى والإنفاق العسكري الضخم لبناء الأساطيل والطائرات والأسلحة الحديثة والمتطورة فهي البناء المعول عليه في وجود الأمة ووزنها الدولي وقيمتها كدولة ذات نفوذ. ثم إنتقل القرآن لقوله تعالى وتذهب ريحكم وهذا مثلٌ. يقال للرجل إذا كان مقبلا ما يحبه ويُسَرّ به(3)«الريح مقبلةٌ عليه»، يعني بذلك: ما يحبه، إذن إننا إذا أردنا أن نحافظ على ما نحب فلا نتنازع لئلا يؤدي ذلك إلى الفشل وهو عدم الجهاد في سبيل الله ومن ثم يؤدي إلى ذهاب ما يسرنا نقول هذا تمهيدا لأننا بصدد البحث عن ما يسرنا ولنستخلص العبر والدروس للمستقبل ولأجيالنا التي ستأتي وهو واجب علينا أن نراجع أنفسنا في هذا البلد لنعلم أين موضع الخلل . فنعالجه ونتوجهللبناء بروحح إسلامية وثابة وهمة لا تعرف الكلل ولا الملل مستفيدين. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته