زيادة أسعار السكر والوقود صاحبتها سرعة فائقة في زيادة المواد التموينية الأخرى..حتى البضائع الموجودة على الأرفف منذ أمد شملتها هذه الزيادة.. والمواطن مغلوب على أمره، إذ كيف يمكن له أن يوصل شكواه لأعلى السلطة ولمن يشكو حاله، إذا كان حتى النواب الذين دخلوا البرلمان بحجة تمثيلهم له بطرح قضاياه والدفاع عن مصالحه، هاهم الآن يصفقون لمقترحات وزير المالية بالزيادة.. بل وأجازوها!.وزير المالية نفسه كان قد خاطب الناس من برج(ماري انطوانيت)وطالبهم(بالرجوع)لعواسة وأكل الكسرة(.....) متغاضياً أو جاهلاً أن الكسرة نفسها مكلِّفة.. وإذا توفرت، بم يأكلها؟ أين مقومات(الملاح)؟.. هل يدري السيد الوزير أن كثيراً من الناس صارت وجبتهم الرئيسية ولعلها الوحيدة(إن وجدت) هي(البوش).. وحتى لا يذهب عقله بعيداً ويفتكرها وجبة أمريكية مغلقة بالسلوفان.. ف هي عبارة عن(ماء فول+ ماء جبنة+ رغيف).. ونذكره بأن هذا المواطن يحتاج إلى الغذاء والشرب والكساء والصرف على أطفاله ومستلزمات المدارس كلها.. ويحتاجون جميعهم لدفع أجرة المواصلات للعمل والدراسة وإيجار المنازل.. والنفايات..هذا إذا كانوا أصحاء أقوياء لم يدخلوا في شبكة الاستنزاف القاتل حين المرض، ولا المجاملات حين التكافل.. ولا العبء الإضافي في حين زيارات الضيوف...الخ. السيد وزير المالية(كتر الله خيره)،بشَّر الناس بزيادة (مائة جنيه كاملة)!!! وقطعاً الوزير ليس بجاهل للقيمة الحقيقة لهذه(البشارة) بدليل أنه أولاً.. وزير المال.. ثانياً.. يستلم راتباً(وقطعاً ليس هيناً) بمخصصاته.. وبالتالي فهو يعلم تماماً ضآلة هذه(الفتفاتة).. ولقد قرأت أن أحد الولاة أقر بأن بدل الاتصال الهاتفي الذي يتقاضاه يصل إلى نحو اربعمائة جنيه!! أي أن دافع الضريبة يدفع قيمة هذا الترف بما يساوي أربعة أضعاف هذه (البشارة) التي حملها الوزير.. كذلك وفي نفس المؤتمر عن الزيادة قرأت أن وزير الزراعة(وهو بالمناسبة طبيب) قال إن سعر البنزين الزائد هذا لايزال أقل من سعره في أمريكا.. وهذا فيه استخفاف بعقول الناس..إذ إن الإنسان البسيط يعلم أن دخل الفرد في أمريكا هذه لا يقارن مع نظيره هنا(مفارقة)... هذا المسؤول الطبيب وغيره من الأطباء المتنفذين لعلهم يعلمون أن الدخل الشهري لطبيب الامتياز هو تقريباً خمسمائة جنيه أي يكاد يقارب قيمة بدل محادثات الوالي الهاتفية..بينما الاختصاصي الطبيب وفي الدرجة الثانية دخله الشهري(ألف جنيه)، أي أن بدل المحادثات تلك يأكل نصف راتب الاختصاصي!. يا أيها المسؤولون والنواب(الممثلون)للناس..أنظروا إلى شعوبكم المسحوقة بعين الموضوعية والرأفة..السواد الأعظم من الشعب التصقت بطنه بظهره، ولم يعد هناك ما يشد عليه الأحزمة! حتى ظهره قد انقصم لهول هذا العبء المعيشي الهائل.. لقد تحمل الكثير ودفع الأكثر حتى أنني لأخشى حين توجهه إلى الله وفي المسجد يسمع الإمام يقرأ (إدفع) بالتي هي أحسن أن يهرول كل واحد طابقاً نعلاته، خارجاً من الملاذ الأخير- (بيت الله)- فقط لمجرد سماعه لكلمة (إدفع) هذه! أو أن يجمع والي من الولاة الناس لتوزيع هذه المائة ألف، فيدلف إلى قاعته البسطاء والمساكين وحين يجد كلمة أدفع على الباب(لفتحه) يقفل راجعاً وهذه أهديها إلى الكاريكاتيرست الفنان فارس. جمة: آخر نكتة سمعتها أن الشخص لو أراد الانتحار لأحجم عن ذلك لزيادة سعر(الكبريت) أحد الخبثاء قد يقول إنها لمحمدة!!.