إذا تعالت نبرات خلافاتنا وازداد إصرارنا على تنفيذ المطلوب، فحفاظاً على وطننا أتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يكون ذلك في حدود: استبعاد وزير- استبعاد والٍ- استبعاد وزير ولائي- استبعاد مسؤول في جهة أو موقع ما، وذلك لسبب رؤية المجتمع لهم بأنهم لم ينجزوا ولم ينحازوا لقضايا المواطن أو استنزاف أموال الدولة في غير محلها، وفي هذه الحالة يجب إحضار ما يثبت ذلك دون التشويش من أجل التشويش فقط.. أو جهة ما لم تستطع القيام بواجبها كاملاً تجاه المواطن سواء كان ذلك داخل أو خارج الوطن.. وفي جميع الحالات التي تمت الإشارة إليها، فإن جميع المواطنين تحتم عليهم الوطنية أن يكونوا الذراع الأيمن ويقفوا وقفة رجل واحد لمصلحة الوطن والمواطنين، لكن أن تتعالى نبرات خلافاتنا ويدفع الثمن الوطن من أرضه وترابه وضرعه وزرعه، فهذا بالطبع غير مقبول وغير معقول حتى لو كان ذلك مساحة (لا تتعدى مبنى لحزب واحد). وبالطبع فإن ما وصل إليه الحال بانفصال الجزء الجنوبي، فكثيرون يعتقدون أن هذه هي رغبة إخواننا أبناء الجنوب وربما كان ذلك فيه نسبة ضئيلة من الصحة، إلا أنها لا تساوي شيئاً من الحقيقة، ولكن من الذي أوصلهم إلى ما هم عليه، حيث إننا رأيناهم يفرحون للتصويت ويطالبون بالانفصال ويشعرونك بأنهم تخلصوا من حمل كأنه كتم على أنفاسهم لمدة طويلة.. وهنا لابد أن نسأل ما هو السبب الذي أدى إلى ذلك؟.. هل هو الشعب السوداني بأكمله؟.. أم هي اتفاقية نيفاشا 2005.. أم هناك إشاعات غير مرئية متعلقة بهذا الأمر خرجت من مؤتمر جوبا؟.. أم هناك أشخاص من داخل السودان سعوا لتعميق الهاوية فيما بيننا وبينهم؟.. أم أن جهة أجنبية بعينها سهرت مع بعضهم لتحقيق مطامعها؟.. أم هي نتاج تراكمات وأحداث سياسية أفرزتها الحكومات الحزبية المتعاقبة؟.. أم هي أحزاب المعارضة التي لم تجد فرصة في الحكم ولجأت الى نشر ثقافة عدم الاستقرار ذلك، وعملت على خلق الاضطرابات وتأجيج الخلاف بين شمال الوطن وجزئه الجنوبي.. وفي ذات الوقت أغلقت المنافذ المؤدية إلى خزائنها ليدفع الثمن غالياً من تراب الوطن العزيز، حاملاً معه أشقاء عاشوا وتعايشوا بيننا.. وبالضرورة أن يفهم الذين يفسرون خطأ أن الحزب الحاكم هو السبب في ذلك، وهم الذين يقرعون على طبول خاوية الجانبين وهدفهم مصلحتهم الشخصية وليس الوطن، لأن الجميع يعلم أن الحزب الحاكم ورث تركة ثقيلة وبذل ما فيه الكفاية لحل هذه المعضلة، وسعى من جانبه لإيقاف الحرب التي استمرت أكثر من عشرين عاماً ونجح في ذلك، وعندما شعر أعداء الوطن بأن الحزب الحاكم بعدما أوقف الحرب بدأ يهتم كثيراً بتقريب الجميع لمساحة الوحدة الجاذبة، هنا تحركت فلول المعارضة بكامل قواها لإفشال المخطط الذي يهدف لوحدة الوطن بهدف تشويه سمعته أمام مواطني السودان، وكذلك المجتمع الدولي.. ومهما كان الثمن حتى لو كان الثمن المدفوع المليون ميل مربع طالما هم خارج دائرة كراسي الحكم، ولكن شعب السودان بوعيه يفهم من هو الذي يسعى لمصلحة نفسه والذي يسعى لمصلحة الوطن، ولابد أن نشير هنا إلى أنه إذا استمرت الأحزاب بالتآمر على الوضع الآن بالسودان من أجل حصولها على كراسي الحكم ودفع الثمن من تراب الوطن، فهل يأتي هذا اليوم ولا أظنه سيأتي عن قرب، الذي يحكمون فيه هذا الوطن.. وعندما يتقلدون كراسي الحكم سيجدون مواطناً بلا وطن. وختاماً أسأل الله أن يعين السودانيين على حفظ ما تبقى من أرضنا الطاهرة والله المستعان. يوسف مصطفى الأمين المسعودية