تلتهب النيران من شرارة.. وأهل الدار يتفرجون والمقصود بالشرارة هنا أبناء السودان الذين هم خارج دائرة كراسي الحكم، وأهل الدار هم المواطنون السودانيون (دافعو الضرائب ومسددو الفاتورة)، والذي لا حول ولا قوة لهم بعد الله سبحانه وتعالى ( اللهم لا شماتة)، يجب على جميع الساسة أختيار الكلمات التي يهضمها المواطن العادي مهما كان وضعه وإنتمائه السياسي، بالتالي باعتبار أن هذه الفرضية ضرورة يجب على الجميع مراعاة الوطن والمواطنة وعلى وجه الخصوص في وقتنا الحالي. ولابد أن نشير إلى أنه إذا ما تم انفصال الجنوب وتكوين دولة، فليعلم الجميع أن السودان سيظل بمساحته الجغرافية، بل برجاله وخيراته وأن تصافت القلوب وامتلأت العروق بدماء الوطنية وأصبح الجميع يقدم روحه فداءً للوطن الكبير. إن التصارع والاقتتال على كراسي الحكم والجلوس على القمة لهو أمر محزن إذا جاء عن طريق الدسائس والمؤامرات، لكن الأفضل لأي حزب سياسي أن يصل لكراسي الحكم عن طريق الانتخابات النزيهة واتباع الطرق الديمقراطية وهذا حق مستحق لأي حزب ومن لا يحالفه الحظ أن يكون أيضاً معارضة قوية تقدم النصح والنقد البناء، ولكن هنا في السودان في حالة الفشل للوصول لهذه الكراسي ينقلب الفاشلون إلى عدو مدمر للحزب الحاكم، الأمر الذي يتضرر منه الوطن والمواطنين. ورجوعاً لسيناريو الجنوب وما يدور فيه الآن نجد أنه بعد الانفصال نتساءل هل تختار المعارضة مادتي (المواطنة وحب الوطن)، فبالطبع هذا غير ممكن لأن الأمر واضحاً وجلياً لكافة أفراد الشعب السوداني الذي أصبح في وضع يؤهله لمعرفة من هو المستفيد ومن هو الذي يريد أن يستفيد؟. لذا أناشد بصفتي مواطن سوداني يرفض أن يضار السودان، أو أن (يتصمول) بسبب الصراع على الكراسي القيادية، فعلى الجميع الا يضيقوا ذرعاً باختيار الجنوبيين خيار الانفصال، ويراعوا الشعور بالانتماء والدفاع عن بلدهم ومواطنيه، وألا ينحازوا إلى صفوف الأعداء ومجموعة (علي وعلى وطني)، طالما أنا خارج كعكة السلطة، وأن يكون تركيز كافة محبي الوطن على كيفية وضع الترتيبات التي تعود بالفائدة لأبناء هذا البلد بعد الانفصال الذي يجئ بدولة جديدة بالجنوب. ونأمل أن يجد كل من أبناء الجنوب بالشمال وأبناء الشمال بالجنوب الملاذ الآمن، وكل التقدير والاحترام من كافة السلطات والجهات المختصة وكذلك من المواطنين، ولا شك في ذلك (بعد الانفصال) ونأمل أن يكون الترابط أكثر مما كان وإن كانت الوحدة هي بغية أي مواطن سوداني غيور وحتى آخر لحظة. إن ما يصدر من تصريحات لبعض السياسيين الجنوبيين في الوقت الحالي لا يفيد الجهات الحاكمة أو الأحزاب بل يتضرر فيها الوطن بصفة عامة، ويجب أن يكفوا عن تلك التصريحات حتى لا يصبح السودان قليل الشأن عند الأصدقاء قبل الأعداء. أحزاب المعارضة التي لا ترغب في الانضمام لمسيرة التضامن مع الحكومة بعد الاستفتاء وتكوين دولة الجنوب، من الأجدر بهم أن يسعوا منذ الآن للاستعداد لمرحلة الديمقراطية القادمة، وأن أحزاب المعارضة إذا جنحوا لذلك تكون تلك دلالة واضحة على أن هذه الأحزاب يهمها الوطن والمواطن وتسعى لصالح الوطن، ولا غضاضة أن تظل أحزاب المعارضة من أجل الحفاظ على الوطن، لا من أجل المعارضة الهدامة، والتقليل من شأن الحكومة، كما تصاعدت درجات العمل الوطني ونجح المخلصون في خدمة الوطن. وختاماً نرجو من جميع أبناء السودان أن يتحدوا حتى لا يخسروا وطنهم، ويأتي يوم يتحسرون على ما كان عليه من حرية وأجواء خالية من التلوث، وعلى الجميع أن يتناسوا خلافاتهم، وأن يكون انفصال الجنوب وخلق دولة جديدة عبرة وعظة لكافة الساسة من أحزاب المعارضة، لأن يعيدوا النظر في حساباتهم الوطنية ويرسموا استراتيجية جديدة لكيفية إدارة دفة الحكم، عندما يجئ دورهم في الحكم لتعود الفائدة على كافة المواطنين في أرجاء الوطن والله المستعان. يوسف مصطفى الأمين المسعودية