ü المعارضة تهدد الحكومة بإسقاطها والحكومة تتوعد المعارضة بحسم محاولاتها، أما أمريكا وإسرائيل فتبتسمان هناك داخل مطبخ التآمر على السودان ولسان حالهما يقول «أنحنا في شنو وديل في شنو» وتستمر طباخة السيناريو الصهيوأمريكي. ü في جوبا يتبادل الأمريكان والإسرائيليون التهاني على انتهاء الفصل الأول في السيناريو الذي انتهت فصوله بنجاح في إخراج مسرحية فصل الجنوب. ü الحضور الأمريكي والإسرائيلي في جوبا خلال الاستفتاء كان لافتاً جداً على مختلف المستويات من قيادات سياسية وعسكرية وسلفاكير يبتسم سعيداً وهو يرتدي القبعة التي منحها له الأمريكي جون كيري ليرتديها في المرحلة الجديدة، مرحلة بداية العهد الأمريكي الإسرائيلي في الجنوب. ü هذا يحدث ونحن نتصارع في الشمال على لا شيء، والأمريكان والإسرائيليون يخططون في هدوء لكل شيء.. إنهم لا يريدون أن يكتفوا بالجنوب فعندما ضمنوا نجاح مخططهم هناك قال كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس الأمريكي خلال الاستفتاء إن الخطوة القادمة أننا سنتوسط بين الحكومة ومتمردي دارفور، أما القائد سلفاكير فإنه يعد الحكومة بطرد حركات دارفور فقط.. يعدهم ليأتي كيري ليقول إنها توجيهات أمريكية.. ومعلوم أن أمريكا توعد وتخلف، فهي التي وعدت برفع العقوبات عن السودان حالة التزامه بإقامة استفتاء جنوب السودان في موعده.. وعندما أوفي قفز مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية السفير جوني كارسون ليقول «إن بلاده صممت نظاماً كبيراً للضغط على حكومة السودان يرتبط معظمه بإيجاد حل للصراع في دارفور وأن العقوبات على السودان ستبقى حتى ترى واشنطن حلاً للأزمة في إقليم دارفور».. مما يؤكد أن ما جرى في الجنوب جزء من مخطط كبير يستهدف السودان كله وهو الذي قال عنه وزير الأمن الإسرائيلي السابق «إنهم لا يريدون للسودان بما له من مقومات الدولة الكبرى، بأن يصبح كذلك»، لهذا لن ولم يكتفوا بالجنوب، بل سيستمرون في هدفهم بتفتيت البلاد ليس بواسطة احتلاله بجيوش أمريكية أو دولية بعد أن فشلت هذه التجربة في العراق وأفغانستان، وإنما عبر أبنائه الذين يجدون وسيلة للتأثير عليه لخدمة أجندتهم، ومن هنا فإنها بعد سيطرتها على الجنوب تسعى للسيطرة على دارفور وهذا ما ألمحت إليه ووعدت الحكومة برفع العقوبات حالة حل الأزمة في إقليم دارفور، وهو سيناريو متكرر وكاذب يجب أن تتعامل معه الحكومة والمعارضة بوعي كبير، فأي صراع بين الحكومة والمعارضة ستستفيد منه واشنطن وتل أبيب ولن تغير المعارضة شيئاً بشغلها للحكومة بنشاطها، وعلى الجميع أن «يختوا الكورة واطة» ويمضوا في الاتفاق على حكومة قاعدة عريضة برئاسة البشير لمتبقي أعوام ولايته.. حكومة تضع دستوراً للبلاد وتقف في وجه مخاطر تفتيت السودان الذي أوردت «لومند» الفرنسية الكثير عن مخطط واشنطن الجديد تجاه دارفور للحاق بالجنوب.. ذلك المخطط الذي قالت اللومونر إنه يتم الترتيب له بالتنسيق بين المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي، والذي يستهدف إضعاف شمال السودان ومصر.. فانتبهوا أيها السادة.. انتبهوا حتى لا نخسر جميعاً. ü حاجة في الفن الجنرال حسن فضل المولى استقال من إدارة قناة النيل الأزرق.. الخبر أحدث أصداء واسعة.. ويقيني أن كثيراً من وزراء الحكومة وكثيراً من مديري المؤسسات لو استقالوا لما سأل مواطن واحد عن أسباب استقالتهم أو اهتم بها، لأنهم دخلوا الوزارات والمؤسسات وخرجوا منها كما دخلوا دون أن يتركوا أثراً، إلا أن حسن فضل المولى حالة استثناء، فهو عندما كان مديراً للبرامج بالفضائية السودانية كان للفضائية طعم ولون ورائحة، وعندما كلف بقيادة قناة النيل الأزرق وجدها كادت تغلق أبوابها من ديون وتعثر وغيره، إلا أنه استطاع بقدراته وروح تعامله الحلوة مع العاملين والمتعاملين مع القناة.. أن يعبر بها، ثم نجح في فك تشفيرها لتصبح متاحة لكل الناس، ثم نجح في أن يجعل منها القناة الأولى جماهيرياً وهذا لا يصنعه إلا رجل مقتدر يعرف مزاج الجماهير ويدرك قدرات عامليه وينجح في أن يسخر كل ذلك في استقطاب المشاهدين في سماء صار مفتوحاً لا يجبر فيه المشاهد على البقاء مع قناة للحظات دون أن يجد فيها ما يحتاجه، كما استطاع بقدراته أن يجعلها القناة الأكثر تأثيراً في كل الناس، فهي أيام الانتخابات الأخيرة كانت الأكثر متابعة وأثراً على الجمهور، كما ظلت القناة الأكثر فاعلية في كل الأحداث الوطنية.. وبالتالي فإن أي مدير يخلف حسن فضل المولى إذا قبلت استقالته فإنه سيجد نفسه أمام مهمة صعبة في المحافظة على ما تحقق.. ومن هنا نقول للجنرال اسحب استقالتك.. اسحبها برغبتنا فنحن الذين يعنينا ما يقدم في القناة ،وإلا فإنك ستذهب وستذهب الأصابع بالريموت كنترول لقنوات أخرى لا تقدم لنا إلا السموم التي نخاف منها على أسرنا وهو ما يريده الآخرون من أصحاب الأجندة بالخارج، ونخشى نحن أن يكون من يوافق على استقالتك من خدامهم ولو بجهالة أو بتحريض من أصحاب مصلحة من الذين سماهم صديقنا الأستاذ الهندي عز الدين رئيس تحرير (الأهرام اليوم).. بأعداء النجاح.