حسب الأخبار الصباحية وبعد أن أدى أكثر من مليون شخص صلاة الجمعة في ميدان التحرير وسط القاهرة، ودعا الخطيب الشباب إلى الصبر حتى إسقاط نظام الرئيس حسني مبارك فان توقعات بوصول عدد المتظاهرين إلى أربعة ملايين، وكانت هناك مسيرات حاشدة بالإسكندرية ومدن أخرى مصرية عقب ما يسمونها جمعة الرحيل تطالب برحيل مبارك. وفي الجانب الذي وضعته الحكومة المصرية من مجمل أسباب التحريض وهو طهران؛قال المرشد الأعلى الإيراني خامنئي في خطبة الجمعة أمس فيما معناه ..إنه إذا تمكن المحتجون من المضي قدما في هذا فإن ما سيحدث هناك سيكون هزيمة منكرة لأميركا . وأشاد خامنئي ب حركة التحرير الإسلامية التي تجتاح العالم العربي،وجاء وصف المرشد الإيراني للرئيس مبارك بأنه خادم للصهيونية وللولايات المتحدة ، وإن مصر خلال ثلاثين سنة من حكم مبارك كانت بيد عدو الحرية . وقد شدني مقال نشر أمس الأول بصحيفة القدس وهو للكاتب العراقي البعثي د. سعد ناجي جواد،واسم المقال الذي نشر أمس هو...(لذاكرة العراق وليس تشفيا بالرئيس مبارك)وأنا قمت بتنقيحه وحذف بعض العبارات التي أظنها شخصية؛مع الإبقاء على الجمل الأهم والتي أراها مفيدة للمعلومة،والتوثيق... الكل يعرف كيف افشل الرئيس مبارك كل المحاولات التي كان يجريها بعض القادة العرب، وعلى رأسهم ملك الاردن الراحل حسين، من اجل تأمين انسحاب العراق من الكويت بعد احتلاله غير المقبول. ويضيف د.ناجي جواد في مقاله :كيف ان كل هذه المحاولات احبطت بعد ان وصلت الى مرحلة متقدمة من قبل الرئيس مبارك. وهذا الكلام لا نطلقه جزافا ومن يريد ان يتأكد من هذا الامر يستطيع ان يعود الى 'الكتاب الابيض' الذي اصدرته الحكومة الاردنية في عام1991م، والذي شرحت فيه محاولات الاردن لاقناع العراق بسحب قواته من الكويت، وكيف ان هذه المحاولات، وبعد ان بدأت تؤتي ثمارها، اصطدمت برفض الرئيس مبارك، مما حدا بالملك حسين الى ان يغضب من تصرفاته. لقد سجل الكتاب الابيض' ما قاله الرئيس مبارك في اخر حديث تليفوني مع الملك حسين الذي كان يخبره فيه بأنه توصل الى اقناع الرئيس العراقي انذاك بسحب قواته من الكويت، وكيف رد الرئيس مبارك، مما حدا بالملك حسين الى اغلاق سماعة الهاتف غاضبا من جوابه؛أيضا تناول د.سعد قطاع غزة في مقاله قائلاً: بالتأكيد فان العراقيين استعادوا ذكرياتهم مع الرئيس مبارك وموقفه اثناء العدوان الاسرائيلي الغاشم على غزة الصامدة عام 2010م وكيف تصرفت القيادة المصرية ازاء هذا العدوان الاجرامي. وكيف انه كان ينسق مع القيادة الاسرائيلية في تشديد الحصار على غزة وغلق المعابر والبحث عن وتدمير الانفاق، التي تعتبر بمثابة شريان الحياة بالنسبة لابناء غزة الصامدين؛ويضيف الكاتب العراقي...وصل مبارك الى الحد الذي تصور فيه بان ما يفعله سيجعله باقيا في الحكم طوال حياته، ومن ثم يورث الحكم الى ابنه. واعتقد ان الولاياتالمتحدة واسرائيل سيضمنان له ذلك بالتغاضي عن كل ما يفعله ويزوره من انتخابات. ونسي بان تاريخ السياسة الامريكية مليء بالاشخاص الذين خدموا السياسة الامريكية والذين تُركوا يبحثون عن ملجأ آمن لهم بعد انتهاء صلاحيتهم،اليوم جاءت لحظة شاه ايران، الذي عاش نفس الوهم الذي عاشه ويعيشه الرئيس مبارك.(انتهي) { السيناريوهات المحتملة والتي لن تخرج من ثلاثة هي: تسليم السلطة للرجل الثاني في حكومة مبارك والذي عرف دوره والحاجة له منذ تعيينه نائباً لمبارك وبالصلاحيات والتفويض الكامل،وهو ماجعل الإدارة الأميركية تخاطبه وتتصل به هاتفياً دون الإلتفات للرجل الأول في السلطة المصرية بحسبانه فاقدا للشرعية..وهو من أرتضته المعارضة المصرية محاورا لها ومفاوضا باسم الحكومة المصرية؛ولكن عند تنحي مبارك. { استلام الجيش للحكم في مصر،التي لن تخرج من حكم القوات المسلحة،والحكم في مصر منذ زوال الملكية صار يتبع للمؤسسة العسكرية،وهي ماتستمد به قوتها وسطوتها، والترشيح ينصب بالنائب عمر سليمان،والفريق أحمد شفيق،والخيار الأضعف لتسلم السلطة هو القائد الحالي للجيش المصري الفريق طنطاوي. { حكومة مصرية عريضة،تكون الأغلبية فيها للأخوان المسلمين وهو الخيار الأخير والمستبعد تماماً،فالحكم الاسلامي تنكسر شوكته بعد أيام من حكمه كما الحال عند الحكومة الفلسطينية المقالة، بقيادة حماس،وحكومة طالبان، وكل ذلك بسبب الخوف من الحكومات الاسلامية وتمددها، وهو هاجس للمد الديمقراطي الذي تنتهجه أمريكا لحلفائها،وهو مايعتبر سداً أمام رغباتها ونفوذها،ورغبة مدللتها دولة الاحتلال الإسرائيلي.. هل جاء على بالكم تصور هذه اللحظات في ذهن مبارك..؟وماذا يخبئ له الغد (اليوم السبت)إن لم يحدث شئ اليوم(الجمعة). والحقيقة أنني تابعت خطابيه الأخيرين،بالأضافة للمقابلة مع تلفزيون A.B.C الأمريكي،وشعرت أن مبارك لايقوى على الوقوف والأعياء قد تملكه،وصارت نظراته شاردة كما المجنون،ولا أنكر أنه سلبني عاطفتي حينما تحدث عن موته بأرض مصر..وفي حديث آخر للفريق شفيق،صرح به في التلفزيون الرسمي المصري،بأن خروج الرئيس لابد أن يكون كريما،دون إذلال أو إهانة... مصر لو تناولها غير الجيش ف(طيارتها قامت)،ومن الصعب الهبوط لبر الأمان،فالقصة واضحة ولاتحتاج لكثير تفكير أوتأطير، والتأريخ يسير في دوائر، وكما تدين تدان.