لا يفوت الأستاذ المبدع (مؤمن الغالي) فرصة إلا ويوغل تجريحاً... ويؤلم تبريحاً، وينشر تصريحاً مناهضاً لأغاني الحقيبة معترفاً مجاهراً بأنه أشد الناس عداوة ومخالفة لها، ( لأنها على حد قوله قد انتهكت جسد المرأة وصورته عضواً عضواً أو كما قال..).ولست هنا في مقام المدافع عن الحقيبة وقد كتبت عنها من قبل.. (فهي جزء من تاريخ وأرث أمة).. ومن الصعب مقارنتها.. أو وضعها في كفتي ميزان... مع الأغنيات الحديثة أو ما بعد الحقيبة.. فلكل واحدة جمالياتها وتصاويرها ونمطها المغاير الذي يحكي الزمن الذي كُتبت فيه.. والحقيبة ليست وحدها المتهمة بتصوير المرأة بشكل حسي (فإن كان صوت الحس يعلو.. في ثناياها فذاك نتيجة الحرمان.. وبُعد المرأة فعلاً عن متناول.. وسمع وبصر الرجال، مما جعل الخيال مشبوباً.. هل تعرف شاعراً لبنائياً واحداً يصف إمرأة. والشعر بكل أبحره يحتمل أكثر من تأويل.. لا سيما الشعر الغنائي.. فأغنية (ياماريا).. والتي تغنى بها (حمد الريح).. بالله عليكم كم من صورة حسية حوتها الأغنية ولم تقلل من قيمتها الفنية أو روعتها.. والأمثلة كثيرة إلا أن الأستاذ مؤمن كتب في عموده الاسبوعي (الحان وأشجان).. عن أغنية قسم بي محيك البدري. وليته كتب دون (أن يعرج ويميل على أغاني الحقيبة، فقد استخدم قدراته اللغوية، ومفرداته التعبيرية البديعة، لكن للقدح في الحقيبة، ثم استشهد بالأغنية التي تغنى بها العملاق وردي. المحيو نور ليلة القدر نصب فوق حاجبو لي قدري معاك في داخل الخد فؤادي المالكو من بدري دعني أسيئ الظن (يا أستاذ كما تفعل وأبحث عن معنى حسي لا بل غارق في الحسية في أغنيتك المختارة (فما رأيك ب (معاك في داخل الخدر).. إن كانت الخدور هي المكان المخصص للمرأة وربة الخدر مصانة فيه.. فما بال شاعرك وفنانك يقتحمان خدور النساء؟. زاوية أخيره: كل يفسر ما يراه حسب رؤاه، أبحث أنت عن الحروف المتبرجة في الحقيبة.. وسأجد لك مثلها عارية حتى من ورقة التوت في غيرها..!