لم يدر بخلدنا عندما بدأنا الكتابة عن عقد وزارة الصحة الاتحادية مع إحدى الشركات العربية المسجلة بالسودان، أن تنفتح لنا أبواب ظلت تخفي وراءها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من أمور وأحداث جسام، لا نحسب أنها ستغلق أو تنغلق بسهولة. ولم يدر بخلدنا أن يراهن البعض على خلاف بين وزير الدولة للصحة البروفيسور حسب الرسول بابكر، وبين الوكيل الدكتور كمال عبد القادر.. ولكن هذا ما جادت به بعض الأقلام وجاءت به الصحف، رغم أن السيد الوكيل الذي تحدث إليّ من الحصاحيصا أمس الأول قال لي إنه لا خلاف بينه وبين السيد وزير الدولة، لكنه أشار إليّ إشارة لم أقبلها عندما تعرض إلى شخص ما خلال حديثه وقال لي إنني أعرف أن فلاناً صديقك.. ومعنى حديثه هو أنني انتصر لصديقي وليس للحق.. ولعمري هذا لم يحدث.. لأن قياس الأمور على هذا المستوى ربما جعلني انتصر لموقف السيد الوكيل الذي تشرفت بمعرفته قبل أكثر من ثلاثين عاماً، بينما الشخص الذي أشار إليه لم تتوطد علاقتي به إلا قبل سنوات قليلة، ولا أعرف ما الذي بينهما من خلاف أو صراع.. لأنه لا علاقة لي بما يجري داخل وسط الأطباء أو العاملين في وزارة الصحة. بالأمس عرفت أن للأمر أبعاداً أخرى ولا يقتصر الصراع- الذي تنفيه كل الأطراف- على عقد «الصحة» مع شركة «أبيكس» السعودية التي هددت وتوعدت بمقاضاتنا واللجوء إلى ساحات العدالة.. قطعاً لها الحق في ذلك ونحن على أتم الاستعداد للدفاع عن مصالح أبناء هذا الوطن في كل الساحات. الإشارات والتلميحات والتصريحات التي نشرت بالأمس وتضمنت ما يشي بوجود خلاف بين وزير الدولة ووكيل الوزارة، جعلتنا نسعى لمعرفة الحقيقة على الرغم من أن كاتب هذه الزاوية لم يتعرف على السيد وزير الدولة بوزارة الصحة الاتحادية أو يلتقي به إلا مرة واحدة، وهي قطعاً بكل المقاييس لن تكون كافية لمناصرته في أمر لا نعرف عنه الكثير.. ولكن لأن (أولاد الحلال) كثر، فقد جاءت إلينا المعلومات تتساوق كما تتساوق النوق في القافلة.. وتتسابق كما تتسابق الخيل في ميادين السباق.. وغداً نبدأ فتح بعض الملفات التي إن تم السكوت عنها سندخل في دائرة الساكت عن الحق.. والذي هو شيطان أخرس. اللهم إنا نسألك أن نتبع الحق وألا نَضِل أو نُضَل.. وألا تجيء كلمتنا من ذلك النوع الذي يهوي بصاحبه سبعين خريفاً في النار.. بل نسألك يا الله أن تقوينا بالإيمان وبالحق الذي ليس بعده قوة.. فأنت القوي وأنت المؤمن والمهيمن.. وأنت الحق. آمين.. و.. جمعة مباركة