وجدت الثورة الشعبية المصرية التي أفضت إلى تنحي الرئيس حسني مبارك أمس الأول تأييداً مطلقاً من قبل الحكومة وأطياف القوى السياسية المعارضة للنظام والمنضوين تحت لوائها لكنها اختلفت في رؤيتها للحدث وتطوراته فيما اعتبر الحزب الحاكم المؤتمر الوطني رحيل مبارك بأنه فرصة لاستعادة دور مصر الريادي في القضايا العربية والإسلامية في حين وصفها زعماء المعارضة بأنها بمثابة جرس إنذار مبكر لكافة الحكام العرب. والأفارقة لإعادة النظر في شكل العلاقة وإحلال مبدأ المشاركة وإعلان الحرب على سارقي قوت الشعوب لتفادي الانزلاق لمصير مبارك وبن علي. إنذار مبكر للحكام العرب وحذر الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي من مغبة ممارسة سياسة الكبت والاستبداد ضد الشعوب مشيراً الى أنها ستخلق ردة فعل قوية في الاتجاه المعاكس مطالباً الحكام العرب والأفارقة في مؤتمر صحفي عقده أمس بمناسبة انتصار الثورة المصرية بأن تقوم العلاقة بينهم وبين شعوبهم على مبادئ الحرية والعدالة والشفافية واحترام حكم القانون وأشار إلى وجود نظم اسماها بالطغيان الداخلي التسلطي على الشعوب الإسلامية والعربية بعد التحرر من الاستعمار الأجنبي سمتها الفساد والاستبداد وأوضح المهدي أنهم يتطلعون إلى القدوة المصرية حتى تتحقق السياسات الراشدة.وقد أرجع الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مظاهر الفوضى التي ضربت بعض الحكومات العربية إلى ولائها لأنظمة الغرب وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل. وقال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية في تصريح ل(s.m.c) إن السودان يحترم إرادة الشعب المصري ويهمه جداً أن يعود الاستقرار والأوضاع إلى طبيعتها، مشيراً إلى أن الحكومة ستتعامل مع ما يقرره الشعب المصري ونتمنى لحكومته القادمة أن تعبر فعلاً عن إرادة الشعب المصري في التنمية والاستقرار وقال نتمنى أن تستعيد مصر دورها الريادي والقيادي في قضايا الأمة العربية والإسلامية في ظل حكومتها الجديدة. وأضاف لدى افتتاحه مجمع الشيخ الطيب الإسلامي بمنطقة رومي البكري بالولاية الشمالية إن السودان لا يخشى التجربة التونسية أو المصرية، مبيناً أن الدولة التي تحكم شرع الله في قانونها ودستورها لا تخشى استكبار الغرب الذي يسعى إلى تمزيق النسيج العربي والإسلامي. وقال إن الانفصال الذي وقع بالجنوب لم يكن رغبة الحكومة أو المؤتمر الوطني ولكن سيتم التعامل معه بحكم الواقع، مؤكداً أن هناك الكثير من مظاهر النهضة في كافة أشكالها ستنتظم السودان عبر زيادة الإنتاج ودفع عملية الاقتصاد وسيادة الحكم الراشد. وبث د. مصطفى الذي افتتح عدداً من المشروعات الخدمية شملت محطات المياه ومراكز صحية بمناطق ملواد وأمكرابيج والزرائب بث تطمينات مؤكدة حول عدم وجود أي اتجاه لنزع وحدة تنفيذ السدود لأراضي مشروع غرب القولد الزراعي من المواطنين (وقال وحدة السدود أنشئت لخدمة المواطن). وقال إن صاحب أي مضرب للمياه سينال التعويض العادل والعاجل وأن أي مواطن يمتلك أوراقاً ثبوتية بمشروع غرب القولد لن يتم نزعها منه مناشداً المواطنين بعدم الالتفات للشائعات ومروجي الفتن وقال (سيناريوهات المناطق الأخرى لن تحدث في مشروع غرب القولد الزراعي). تنحي مبارك فرصة لاستعادة دور مصر لكن د. نذار خالد محجوب الأمين السياسي للمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم وعضو قطاعه السياسي وصف تنحي مبارك عن الحكم في مصر فرصة لاستعادة دورها الريادي في القضايا العربية والإسلامية بجانب إمكانية إعادة النظر حول قضية فلسطين وفتح معبر رفح لكنه استبق حدوث تطور سريع في العلاقة بين الخرطوم والقاهرة ملمحاً إلى إمكانية حدوثها مستقبلاً، وأكد نزار أن قضية حلايب ستنتهي تماماً وستصبح منطقة تكامل بين البلدين. تأسيس دعائم حكم ديمقراطي وطالب ميرغني مساعد مدير المركز العام للحزب الاتحادي الأصل الشعب المصري بأستثمار الفرصة لتأسيس دعائم حكم ديمقراطي سليم يؤدي لتداول سلمي للسلطة لحفظ الأمن والاستقرار بالبلاد، وأكد ميرغني في تصريح ل «آخر لحظة» أمس أن لدى حزبه علائق طيبة مع المؤسسات المصرية انطلاقاً من مبدأ حسن الجوار. لا شئ يعيق اندياح الحرية وبارك الحزب الاتحادي المسجل انتصار الثورة الشعبية المصرية في أرض الكنانة وقال محمد يوسف الدقير رئيس الحزب بولاية الخرطوم في رسالة بعث بها لرئيس التحرير ..الحرية قائمة على كتاب ولا شئ يعيق اندياحها وتمنى أن تكون الثورة بداية لاستعادة مصر لدورها الرائد والقائد في العالم العربي والإفريقي. تحذير من سرقة مشاعل الثورة وأكد الاتحادي الموحد أن الشعب المصري صبر على السياسات الخرقاء لنظام الرئيس السابق حسني مبارك لمدة «30» عاماً لكنه استطاع في نهاية الأمر من انتزاع حقوقه وتقديم درس عظيم لكافة الشعوب المستضعفة في العالم العربي والأفريقي مشيراً إلى أن الثورة المصرية أثبتت أن إرادة الشعوب فوق كل الطموحات وإن الجبابرة والطغاة مهما كانت قوتهم فهم لا محالة زائلون، وشدد الحزب الاتحادي الموحد في بيان تلقت «آخر لحظة» نسخة منه أمس على ضرورة تشكيل حكومة ذات نظام ديمقراطي تلبي كافة طموحات أبناء الشعب المصري في الحرية والعدالة والمساواة مع أهمية محاربة الفساد والظلم وتبني سياسة الإصلاح وحذر الحزب من مغبة سرقة ما اسماه بمشاعل الثورة مؤكداً على ضرورة حماية المطالب والإنجازات التي تمت عبر نجاح الثورة الشعبية وعدم السماح لأي جهة ما الاصطياد فيما اسماه بالماء العكر وتمنى الحزب أن تعود مصر إلى أحضان العرب ودورها الريادي في السلام. صفحة جديدة ومن جهته أشاد تنظيم الوطنيات بالمؤتمر الوطني بالانتصار الساحق للثورة المصرية ورحب التنظيم بالدور الذي لعبته المرأة المصرية في تفجير الثورة بمثابرتها ودعمها للشباب في المطالبة بحقوقه في العيش بسلام. وعبر البيان عن تطلعات المرأة السودانية بأن يكون التغيير الشعبي صفحة جديدة في تاريخ مصر الحديث لتحقيق الرفاه الاقتصادي والاستقرار السياسي والاجتماعي وعودة مصر لدورها الطليعي في المنطقة وتجديد التلاحم والتوافق العربي. وشدد التنظيم على ضرورة أن يقطف الشعب المصري ثمار ثورته الوطنية وتحديد خياراته في رسم مستقبله السياسي.