مؤخراً أصبحت المرأة تقتحم كثيراً من المجالات التي في كثير من الأحيان لا تتماشى مع طبيعتها كأنثى لكن ظروف الحياة وضيق العيش دفعها للأعمال التي يتعرضن فيها لبعض المضايقات ولا يمكن لإحداهن التغلب عليها إلا بالعزيمة القوية والإصرار. (آخر لحظة) جلست للمعلمة زينب عبد الوهاب محمد الحاج التي تدير ورشة لصيانة السيارات قرابة الثمانية عشر عاماً وطرحنا عليها العديد من الأسئلة مثل بداياتها في هذا المجال والصعوبات والمشاكل التي تواجهها بجانب الاختيار لهذا العمل والمواقف الطريفة وغيرها من أسئلة فمعاً نطالع إفاداتها. أنا زينب عبد الوهاب محمد الفكي من مواليد مدينة شندي تخرجت في جامعة الخرطوم كلية التربية قسم الأحياء عملت في مجال التعليم لفترة خمسة أعوام وبعدها شاءت الأقدار وتوفي زوجي فأصبحت العائل الوحيد لأبنائي قررت أن أطرق مجال العمل مرة أخرى فبدأت بعمل الزراعة الذي كان يمثل هواية بالنسبة لي فزرعت الشمام للتصدير في مشروع السليت وبعدها عملت في مجال الألبان التي كان مصدرها حلة كوكو وأقوم بتوزيع الألبان بنفسي على الأحياء السكنية بعربة بوكس. البداية كانت ببنشر صغير لغيار الزيت لكن بمرور الأيام تطور المحل وأصبحت فيه مغسلة كبيرة للسيارات وخدمات بجانب الإطارات وكذلك الأنابيب بمقاسات مختلفة كل هذه الأشياء تحت إدارتي بمساندة الصبية. الصعوبات كثيرة أولها المحلية والضرائب وكذلك هناك من يدخل عربته للغسيل ويحدث لها عطل يقوم بتغريمي «حق الصيانة» بجانب أن البعض منهم يبنشر عربته ويذهب دون دفع القروش وغيرها من مضايقات لكن أصبر عليها. هل تعتقدين أنك أول من طرقت هذا المجال؟ - لا هناك نساء قبلي فنجد في مدينة بحري امرأة أجنبية تدير بنشراً بنفسها دون مساندة أحد. ألا تعتقدين أن هذا العمل شاق بالنسبة لك؟ بالتأكيد خاصة وأن السودانيين لهم نظرة للمرأة التي تطرق مجال لا يتناسب معها.. ففي هذا المكان سمعت الكثير الكثير فأذكر مرة رجل كبير في السن بعد أن نظر اليّ قال (يا مرة ما تقعدي في بيتك أحسن). لماذا اخترت هذا العمل؟ لأن الدفع به حاضر ليس به ديون. الطرائف التي مرت بك؟ في كثير من الأحيان الزبائن يعتقدون أنني ست الشاي فعندما يعلمون أنني صاحبة المكان أجد في وجوههم الدهشة والاستغراب. ما رأيك هل هذا العمل يناسب المرأة؟ يناسبها تماماً لأنها دقيقة وحريصة خاصة وأن لها تجربتها في المنزل وتربية الأبناء فلا نجد امرأة تركت أبناءها وألاحظ كثيراً من الرجال الذين يتعاملون بفواتير يطلبون مني زيادة قيمة الفاتورة فهنا أرفض بشدة هذا التعامل. هل يمكن أن تفكري في التحاق أحد أبنائك بهذا المجال؟ أرفض لأن أبنائي طرقوا مجالات أخرى ويمكن أن يكون لهم فهم آخر لكن في حدود المساعدة فقط. هل أنت راضية عن هذا العمل؟ تمام الرضا وسعيدة بمصدر هذا الرزق الذي أعلم منه أبنائي فمنهم من يدرس في الخارج ومنهم من يدرس في هذا البلد. نصيحة لربات البيوت؟ أتمنى إعادة النشاط القديم عند ربات البيوت في مجال تربية الأغنام والدجاج في المنزل كما كان عليه في السابق. الختام؟ التحية لأهلي الذين كانوا سنداً وعوناً في تعليمي والشكر لصحيفة (آخر لحظة).