محطة المعاش أو التقاعد هي إحدى المحطات المهمة والأكيدة في مسيرتنا جميعاً شئنا أم أبينا، فهذه سمة وسنة الحياة، وهذه هي النهاية الطبيعية لكل شاغلي الوظائف والمناصب والمهنة مهما كانت درجتها أو مستواها، ومع ذلك وللأسف الشديد يظن البعض أنهم خالدون أو باقون على رأس الوظيفة أو المنصب إلى الأبد، وهذا وهم كبير يعيشه البعض.. والتقاعد أو المعاش يكون في العادة لأسباب منها سن التقاعد، ومنها الاستقالة عن العمل، ومنها الإحالة بما يسمى الصالح العام وهو ليس بصالح عام في كل الأوقات، أو بسبب الرفت من الخدمة لسبب ما، وهذا اسوأ مسلسلات التقاعد.. ولا نعني بهذه المقدمة توقف الحياة بعد التقاعد أو الإحالة للمعاش، لأن الحياة يجب أن تستمر ويجب أن يمتد العطاء ويتجدد، لأن المعاش هو مجرد محطة تتبعها محطات لميادين عطاء أشمل وقد يكون أفضل لمن لديه الإرادة والعزيمة والمقدرة والرغبة الجادة في الاستمرار في البذل والعطاء في ميادين العمل المختلفة، لأنه بكل المقاييس سيكون خبرة في مجال عمله أو وظيفته أو مهنته التي كان يشغلها، وكثيرون واصلوا العمل في الداخل والخارج وأثبتوا مقدرتهم وأكدوا أن الخبرة العلمية والعملية هي الدافع وهي الحافز وهي الوسيلة الفعالة لتخطي محطة المعاش أو التقاعد، وبهذا الفهم وانطلاقاً من رغبة أكيدة في مشاركة فعالة وبناءة مع الإخوة ضباط الشرطة المتقاعدين.. تشرفت ولأول مرة بحضور اجتماع الجمعية العمومية لدورة 2007-2009 التي استضافتها دار الشرطة بتاريخ 22/2/2010 بحضور سعادة المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية، وسعادة الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين مدير عام قوات الشرطة، وسعادة الفريق د. العادل العاجب نائب المدير العام المفتش العام، والسادة رؤساء هيئات الشرطة ومديري الإدارات العامة والمتخصصة والدوائر وقادة ومديري الشرطة السابقين وعدد كبير من الإخوة الضباط المتقاعدين ممن تشرفنا بلقائهم والاطمئنان على أحوالهم، حيث تم افتتاح برنامج الجمعية العمومية بآيات كريمة من الذكر الحكيم وتقارير تضمنت ما حققته وزارة الداخلية ورئاسة الشرطة من نجاحات وإنجازات للضباط المتقاعدين مع جهود مقدرة لتحقيق المزيد وفاءً لمن أعطوا بسخاء، وبذلوا الجهد بوفاء وبدون دخول في تفاصيل، فقد كانت مخاطبة سعادة مدير عام قوات الشرطة لنا وقفة قوية وتعزيزاً لأطر التعاون والتواصل مع شريحة الضباط بما يحقق المزيد من النجاحات والطموحات، فله كل الشكر وكل التقدير.. وبعد كلمة المدير العام تحدث سعادة وزير الداخلية عن النجاحات التي تحققها قوات الشرطة ودورها المتنامي في بسط الأمن وتوفير الاستقرار، وأكد سعادته على أهمية اللقاء والدور المرتقب من وزارة الداخلية لتعزيز التعاون مع اتحاد ضباط الشرطة المتقاعدين، وحرص الجميع على فتح مجالات العمل المناسب وفق خبرات ومؤهلات الراغبين في العمل، وهو ما أكده أيضاً سعادة مدير عام قوات الشرطة، بعدها تم تكريم بعض قدامى كبار الضباط ثم بدأت إجراءات تقديم خطاب الجمعية العمومية ثم خطاب الميزانية، ولأسباب موضوعية رفعت الجلسة للقاء يتم تحديده فيما بعد، وبهذه المناسبة لابد من التأكيد على أن أي عمل لابد له من خطة عمل وبرامج وإستراتيجية فعالة حتى يتحقق النجاح المطلوب، ولابد من آليات للمتابعة والتنسيق والإشراف والمراجعة والمحاسبة حتى يتمكن المعنيون بالأمر من الاطلاع والتشاور والتفاكر بموضوعية، ودعم الإيجابيات ومعالجة السلبيات، لأن الكمال لله سبحانه وتعالى.. وليس عيباً أو قصوراً التحاور في هموم مشتركة للوصول إلى رؤى عملية وموضوعية تحقق الأهداف المرجوة بهدوء وبدون انفعال، ونقول لمن أحسن أحسنت ولمن اخطأ اخطأت في جو أخوي.. وأن يدلي كل بما لديه من ملاحظات وأفكار ومقترحات بشفافية ومصداقية وصولاً للهدف الأغلى والأبقى وهو ضمان استمرار أوجه العطاء المتجدد والإنجاز المتواصل وهو ما يهمنا جميعاً. مع تحياتي للإخوة أعضاء اتحاد ضباط الشرطة المتقاعدين في الوطن الحبيب وفي دولة قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان وفي كل مكان.