عندما وقعت عيني على المانشيت الذي قال(وزير المالية: لا ضرائب ولا رسوم جديدة.. ولن نرفع الدعم عن المواد البترولية).. وكان هذا المانشيت الرئيسي في الصحف ولن يختلف اثنان على أن حديث وزير المالية قد كان يعني ما يقول، خاصة وأنه قاله لكبارنا نحن قبيلة الإعلام، ولذا أقول إن الرجل يعني ما يقول ولن يتراجع عنه هذه المرة.. نعم هذه المرة، لأنه في المرات السابقة قد أكد أنه لا زيادة في الأسعار ليفاجئنا بعد أسبوع أو أقل بارتفاع أسعار السكر والمحروقات، والتي بدورها قد أدت لزيادات كبيرة في أسعار كل شيء وبعضها ما زال يزيد حتى الآن حتى أنني قلت في أحد مقالاتي إنني اكتشف زيادة في الأسعار كل يوم واقترحت أن لا ننام حتى لا نتفاجأ.. وظني أن وزير المالية قد فعل حسناً عندما «أطلع» رؤساء تحرير الصحف على الموقف الاقتصادي حتى تلعب الصحافة الدور المناط بها.. وأظنهم سيفعلون، لأن تمليك المعلومة للصحافي يجعل المعلومة مؤكدة وغير مذبذبة، فغياب المعلومة داء يصيب الصحافة لسبب مهم وهو احتفاظ من عندهم المعلومة بها ظناً منهم أنهم الجديرون بها فقط، ولا يحق لأي أحد الاحتفاظ بها.. فالاقتصاد سادتي أصبح من أهم محركات العالم..وتذبذبه وضعفه وعدم الإلمام بتفاصيله من أهم أسباب الثورات التي قامت في الدول العربية والإسلامية وهي من أسباب تأثر أمريكا بمجرياته، وأصبحنا نسمع بدلاً عن الحرب العالمية.. الأزمة العالمية. المهم في ظني أن الكرة الآن في ملعب وزير المالية وعليه أن يثبت على ما يقول وأن لا يعدل عما قاله كما فعل في المرات السابقة، فلا شك أن الانفصال سيؤثر على الاقتصاد السوداني، بل وكلنا يعلم أن البترول حتى الآن لم نستفد منه الاستفادة القصوى، لأننا ندفع في استحقاقاته كما هو الحال في السكر، وأملنا أن يأتي اليوم الذي تستفيد فيه البلاد من نفطها وسكرها.. وإلى ذلك الحين نريد سياسة اقتصادية رشيدة تخرج البلاد من النفق الاقتصادي المظلم الذي يمكن أن تعيشه بعد الانفصال.