قبل أكثر من عام كنت اسمع عن الفيس بوك، فقد وجدت أن معظم من أعرفهم يقضون معظم أوقاتهم فيه.. كنت أظنهم يتحدثون بالماسنجر العادي.. فطلبت منهم أن يشرحوا لي هذا «الفيس».. وبالفعل اشتركت لكن المرض منعني من تفعيل اشتراكي.. المهم فجأة وجدت أنه أصبح واحداً من أهم أدوات الاتصال، بل التسوق أيضاً. ورغم مأخذي عليه، لكن يقيني أنه أصبح أداة لا يمكن تجاوزها.. وبدون أي اعتبار لحسابات الزمن قامت ثورة تونس وكنت اسمع في أجهزة الإعلام أنهم شباب الفيس بوك، ثم قامت ثورة مصر وكان الفيس بوك أيضاً بطلها، ثم ما قامت بعدها من بلدان.. وفي ظني أن ثورة الفيس بوك قد أطلق عليها ثورة الشباب، لأن معظم المتعاملين بهذه الوسيلة للتواصل مع بعضهم هم من شريحة الشباب أو من هم في طريقهم للشباب وبعض الخارجين منه.. المهم سادتي لقد أثبتت هذه الآلة الإعلامية قوة تأثيرها وهي أقرب للإعلام الشفاهي منه لأي نوع، والحوار فيه مفتوح.. لذا أقول إن الفرصة مواتية للدخول لهذا العالم والتواصل مع هذا الجمع الكبير الذي لم تجمعه المصالح أولاً.. ولا تسويق الأفكار والبضائع، وإنما التعارف وخلق صلات جديدة، لكن بعد ارتفاع أعداد المشاركين فيه فإنه من الأجدى والأوجب للحكومة ولمستخدمي الفيس بوك الدخول في حلقات حوارية تحل من خلالها المشاكل.. وتطرح الأسئلة الحائرة من الشباب للمسؤولين، لأن غياب المعلومة وصعوبة التواصل مع كل شرائح المجتمع فيه قدر من الصعوبة، وفي ظني أن هذه المسائل يمكن أن تبدأ بأصحاب المهن مثل الأطباء والبياطرة والمحامين والمحاسبين والزراعيين وغيرهم.. فتواصلهم مع بعضهم البعض يبعد عنهم شبح شخصنة القضايا وضياعها..نعم سادتي حوار أصحاب المهنة الواحدة يقرب وجهات النظر ويضع المشاكل في إطار محدد يسهل بعد ذلك عرضها على المسؤول الذي سيطالبون به على الفيس بوك.. فالحوار أمر مهم خاصة مع الفئات المتقاربة في مهنتها وفي عمرها وفي فكرها.. حتى إذا اختلفت أيديلوجيتها.. فالمشاكل عندها تطرح وتحدد أطرها.. وتبدأ خطوات حلها الفعلية.. إذن هي دعوة دخول المسؤولين والكبار للفيس بوك، فتلاقح الأفكار بين الأجيال هو ما يسمى «بالخبرة».. وطرح الأسئلة والإجابة عليها هو ما يسمى الحل.. وهي دعوة لاندياح الخبرات والحلول.