منذ وصول جريدة الأمس لأيدي القراء لم ينقطع هاتفي المحمول عن الرنين، كما عج بريدي الالكتروني برسائل القراء جميعهم معلقين على مقالي بالأمس بعنوان هل جاء دور السودان؟ وحتى تسليم مقالي هذا للجريدة طاردتني المكالمات، وكانت المفارقة عند تقييمي لكل ردود الفعل، وجدت أن بعض القراء عاتبني على العنوان، ووصفوه بأن الذي يقرأه فقط ولا ينفذ الى جوهر الموضوع يظن أن المقصود هل هجاء دور السودان لنغمة الانتفاضات التي نشاهدها اليوم في دول الجوار، ولكن جميعهم أشادوا بجوهر الموضوع وأيدوا ما ذهبت اليه، وأكدوا أن السودان يستحق أن يكون على رأس جامعة الدول العربية للدورة القادمة للمساعدة في تليين المواقف وإيجاد الحلول المرضية لكل مشاكل عضوية الجامعة. رغم أن كل الرسائل أيدت وأكدت وساندت الفكرة وجميعهم أيدوا ترشيح د. مصطفى عثمان اسماعيل لتقلد هذا المنصب الرفيع لقدراته ومؤهلاته وخبراته في مضمار السياسة والاتصالات وقوة حجته في اقناع أطراف النزاع، لذا فهو الرجل المناسب الذي يستحق الدعم والسند والتأييد، ولعلنا جميعاً نعرف الرجل، فهو الذي تخرج طبيباً متخصصاً وعرج الى ميدان السياسة، ووجد نفسه فيها وتفجرت عبقريته ليتقن دروب السياسة الشائكة، وأصبح الآن رقماً سياسياً يشار اليه بالبنان، فله منا كل السند والدعم ليتقلد هذا المنصب الذي سيكون شاغراً بعد أن تنتهي فترة الأمين الحالي عمرو موسى. ويملؤنا الفخر والاعزاز والاعتزاز والتفاؤل أن مرشح السودان سيكون خير خلف لخير سلف، وبديلاً سيخلد التاريخ ذكراه،وخاصة وأن العالم العربي الآن يمر بأحداث سريعة ومتلاحقة يتطلب الأمر أن تلعب الجامعة العربية دوراً مهماً في تهدئة الأوضاع، والعمل على اقرار الاستقرار والسلم في البلدان- عضويته- التي تشتعل فيها النيران بفعل التدخل الخارجي والأيادي السوداء التي لا تريد للدول العربية ذات الخيرات الوفيرة والموارد الطبيعية كالبترول والثروة المائية والعيش في سلام وطمأنينة. نؤكد مرة ثانية أنه في خضم الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية الآن يجب أن يكون على رأس رابطتها شخصية فذة وقوية، لتتحكم في تحريك البوصلة نحو الاتجاه الصحيح للمحافظة على مصالح عضويتها وحمايتها من أطماع الدول الامبريالية الكبرى، التي همها الأول والأخير اشعال الحرائق والاضطرابات لتتصارع الشعوب مع حكامها من أجل خلق مناخ مضطرب، الهدف منه إضعاف الشعوب للاستحواذ على ثرواتها ومواردها، بل وتركيعها واذلالها وجعلها تحت وصاية الدول الكبرى. فهل جاء دور السودان؟ عنوان مقالنا بالأمس كان الهدف منه هل جاء دور السودان في تقلد وظيفة الأمين العام للجامعة العربية؟ والإجابة تأتي عبر أفواه جميع السودانيين وأفواه جميع شعوب العالم العربي بالايجاب نعم جاء دور السودان.عموماً نقول لابد لنا جميعاً أن نفاخر بسودانيتنا وبكوادرنا الوطنية في جميع المجالات والتخصصات، وعلينا أيضاً معارضة وحكومة أن نؤيد الاتجاه الرامي لترشيح علمائنا وأعلامنا، لنتقلد المناصب العالمية المهمة ليظل السودان علماً مميزاً في كل المنظمات العالمية والاقليمية، وعليه نبارك الخطوة ونؤيد ونصر بأن تكون الدورة القادمة للجامعة العربية من نصيب السودان، فهل شمر الجميع عن ساعد الجد بقلوب مملوءة بحب الوطن تتغذى بدماء سودانية خالصة، ونسأل الله أن يلتف أبناء السودان جميعاً حول رموزنا الوطنية والسياسية، لأن السودان مليء بالأفذاذ والكوادر ذات السمعة العالمية، فمنذ الاستقلال ورث السودان كوادر وطنية وعلماء وسياسيين كانوا أعلاماً بارزة في المنابر والمحافل الدولية، ألا رحم الله الرعيل الأول منهم وأطال الله عمر الذين يحملون الراية الآن، ليكملوا دوراً بدأه الآباء والأجداد.... نواصل.