ينعقد هذا الصباح بفندق السلام روتانا بالخرطوم ملتقى الشراكة الاقتصادية السودانية التركية والذى يشارك فيه العشرات من رجال الأعمال الأتراك وكذلك رجال الأعمال السودانيين والمؤسسات السودانية المعنية بالنشاط الاستثماري والإقتصادي بالبلاد وذلك بعد أن أكدت الاستثمارات التركية بالبلاد جديتها بسرعة تنفيذ مشروعاتها الخاصة أو المشتركة . تعد تركيا ضمن اعلى عشرين دولة فى قوة إقتصاداتها فى العالم وتركيا التى تزود منتجاتها بعشرات الآلآف من الشاحنات يومياً إحتياجات الكثير من الدول الأوروبية من الإنتاج الغذائي وتركيا نهضت خلال العقدين الماضيين بعد فترة تعثر طويلة لعدم الإستقرار السياسي الذى كان يلفها ويقعدها عن دورها الريادي الذى استشعرت خطره القوى الغربية فجعلت منها رجل أوروبا المريض ولاتزال نظرة دول الإتحاد الأوروبي هى نظرة الخوف من تركيا التى تضع لها بين كل حين وآخر شرطاً جديداً يعرقل انضمامها لهذا الإتحاد وتركيا لم تتوقف عند محطة العضوية التى تخطتها بصادرات قوية ومتنوعة وقوى بشرية لها تأثيرها على سوق العمل الأوروبي . من الحكايات المتداولة التى تحكى عن التركى فى أوروبا أن التركي يعمل عند صاحب العمل فما إن يمر عام أو عامان على الأكثر إلا وأن يكون التركي هو صاحب العمل . والتركي فى أوروبا من خلال المتاجر والمطاعم والمقاهي حفظ للمسلمين حاجياتهم الغذائية الحلال. فى اول زيارة لى لمدينة بون الألمانية ذات البرد القارس وبعد جولة طويلة فى شوارعها ومتاجرها ومتاحفها تضورت جوعاً وتخوفت من تناول طعام قد تكون فيه شبهة حرام من محتويات الخنزير حتى وإن كتب على المطعم حلال الذى بدأت تكثر اللافتات فى الشوارع الأوروبية التى تحمل هذا الإعلان لمنتجاتها أو مأكولاتها خاصة وأن بعض أهل الخبرة من الأصدقاء ارسلوا الى تحذيراتهم لاتصدق إعلانات بعض المطاعم العربية فقط عليك بالمطعم التركي . وبعد طول تجوال ظفرت بمطعم تركى وجدت فيه الترحاب من صاحب المطعم وبناته وعماله الذين يقابلوك بتحية المود والإلفة «السلام عليكم ورحمة الله» والمطعم رغم ضيق مساحته إلا أنه يوفر لمرتاديه من المسلمين مكاناً للوضوء والصلاة والمأكولات الحلال وما أعظم الثلاثة عندما تتوفر لك فى الشوارع الأوروبية. ويشار ان أكثر من عشرين مليون مسلم فى أوروبا الغربية يعتمدون فى الغذاء الحلال على تركيا . وعلاقة السودان بتركيا تحتاج أن يجلي الكثير من جوانبها مفكرونا ومؤرخونا لتلك الصورة الشائهة التى علقت لفترات الحكم الممتدة من العقد الثاني من القرن التاسع عشر ومدى صدق وصحة هذه الصورة التى صورت حكم الأتراك فى السودان بعدم العدل وظلمه للمحكومين وهى ذات الصورة الذى دمغ بها فى كل الدول الإسلامية التى حكمها او كانت جزءاً من حكمها خلال القرن التاسع عشر. عند زيارتى لانقرا العاصمة السياسية واستانبول العاصمة التجارية والسياحية خلال العام قبل الماضى شكا لى الأستاذ كمال بياتى الصحفى المعروف والمحلل السياسي على القنوات الفضائية أن المعلومات عن السودان لدى وسائل الإعلام التركية شحيحة وانه كلما توقف عند القنوات الفضائية السودانية وجدها تغنى ولما كانت قنواتنا السودانية بالفعل تبرمج سهراتها الغنائية عند حوالى الثامنة من توقيت قرينتش وهو التوقيت المناسب للمشاهد الخارجى فى منطقة الشرق الأوسط فلم أجد له مايبرر أو يفند ما اشتكى منه خاصة وأنه تصادف ان شاهدت ان ثلاث من قنواتنا الفضائية يتزامن الغناء فيها لأكثر من ساعتين من يوم الخميس من كل اسبوع ولاحظت فى مرة من المرات أن أحد الفنانين الكبار يغنى فى قناتين من الثلاث فى وقت واحد . ولتقليدية البرمجة التى اعتدناها من عقود سابقة أن تكون فترة ماقبل منتصف الليل للسهرات الغنائية والترويحية فالأوفق أن نعيد النظر فى القواعد الحاكمة لهذه البرمجة ونصطحب معها أن ارسالنا الفضائي تجاوز الحدود القطرية واننا فى حاجة لكي يتعرف علينا العالم فى جميع أشكال الحياة والنشاط الثقافي والإقتصادي والإجتماعي . نرجو أن يوفق ملتقى اليوم خاصة وانه يضم مسئولين كبار فى الحكومة التركية وحوالى الخمسين من رجال الأعمال وان تذلل لهم وزارة الاستثمار الاتحادية ومفوضية الاستثمار بولاية الخرطوم كل العقبات التى تواجه تشجيعهم للاستثمار فى بلادنا .