ü للرئيس المصري «المُتخلّي عن منصبه» حسب رواية عمر سليمان نائب الرئيس ليوم واحد على وزن «مدير ليوم واحد» أو المتنحي حسب الصياغة القانونية.. أو المخلوع حسب توصيف الشباب.. محمد حسني مبارك.. مقولة عندما خلَف الأبناء آباءهم في الحكم ففي الأردن جاء الملك عبد الله الثاني خلفاً لوالده الحسين وفي سوريا جاء د. بشّار خلفاً لوالده حافظ الأسد وفي المغرب جاء الملك محمد السادس خلفاً لوالده الحسن الثاني وفي البحرين جاء الملك حمد خلفاً لوالده الأمير عيسى - فقد كانت البحرين إمارة فأحالها ابنه إلى مملكة ورقّى نفسه لرتبة «ادميرال» وبلاده لا تملك من القطع البحرية سوى فرطاقة جاءتها هدية من الأسطول الأمريكي!!.. قال حسني مبارك معلقاً عن الظاهرة «حيحكمونا شوية عيال».. فقد كانوا جميعهم «شباباً» ولم يكن يعلم ما يخبئه له القدر عندما ثار شباب مصر وطالب بتغيير النّظام فتهكّم منهم وقال «دول شوية عيال عاوزين يحكموا مصر؟؟» وأطلق «العادلي» غير العادل يد شرطته الباطشة ولم يدرِ البائس اليائس أننا نعيش في زمن لم تعُد فيه البندقية تخيف أحداً! ولا العسكري أبو شنبات!! فقال له حسني أنا ساستعين بالجيش فتحرّكت كوامن الغيرة المهنية في نفس حبيب العادلي.. غير المحبوب - وقال لرئيسه «خلاص خلي الجيش ينفعك» واعتصم بمكتبه الحصين في وزارة الداخلية وأمر الشرطة بالانسحاب وفتح بوابات السجون وتحريك البلطجية وأرباب السوابق ليخلفوا المتظاهرين في أهلهم بسوء فينفضوا عن ميدان التحرير ليعودوا لحماية أهليهم وبيوتهم فخاب فأله وطاش سهمه.. ثم هدرت المنجزرات في ميدان التحرير فهتف الشباب «الجيش والشعب حاجة واحدة» فبادلهم الجيش وداً بود ووفاءً بوفاء فهرع حسني ورئيس وزرائه المستقيل أحمد شفيق «لوحدتهم الأم» سلاح الطيران فحلّقت المقاتلات في سماء القاهرة واخترقت حاجز الصوت فوق رؤوس المتظاهرين ولم يتزحزح الشباب قيد أنملة والقصة معروفة. ü عمر سليمان الذي انتظر منصب النائب طويلاً لم يهنأ به وتجاوزه الشباب في سخرية «تفقع المرارة» مرارة لواء المخابرات صديق إسرائيل والذي كان الحي الميت ارئيل شارون يستقبله في مزرعته الخاصة ويُقدم له النقانق «السُجٌك» من لحم العجول التي يُربيها في المزرعة.. فاشتكى عمر سليان لمبارك بأن مضيفه شارون لا يُقدم له سوى قطعة سجوك واحدة فهاتف مُبارك شارون قائلاً «المره اللي جاية حأبعت مع عمر خروف علشان ما يموتش بالجوع عندكو» فردّ عليه شارون «خلاص المره اللي حاية حَنَدْي عمر سليمان صُباعين سجوك بدل واحد ما تزعلش نفسك» لهذا الحد كان الود قائماً بين شارون وعمر سليمان ومبارك!! وبُورك في الشباب الطامحينا. ü وعبثاً تحاول المعارضة استنساخ التجربة المصرية.. فإعجابها بالشباب ينسيها موقف الشباب المصري من أحزاب المعارضة والذي اتّسم بالتجاهل التام لديناصورات وعواجيز السياسة المصرية وحتى البرادعي وأيمن نور لم يجدا لديهم موطيء قدم وبالمقابل فإن قادة أحزابنا كذلك من هواة التوريث والكنكشة لن يجدوا عند شباب بلادنا أي رغبة قلت أم كثرت لاستبدالهم بحكم البشير.. الذي نصره الشباب حرباً وسلماً وحملته أصوات الشباب في الانتخابات الأخيرة رئيساً منتخباً انتخاباً مُباشراً من الشعب وغالبيته من الشباب.. وحكومته الحالية يحتل فيها الشباب حيزاً مقدراً وإن كنًَّا نطمع في المزيد.. مع التوسع في إتاحة الفرصة لكل الشباب بمختلف مشاربهم الفكرية.. فالطّاقة والشباب صنوان.. والخلق والإبداع صنعة شبابية.. فالمرء يعجبه أن يتفوَّق عليه أبناؤه وأن يراهم في حياته وقد ارتادوا المعالي وتعلّقت هممهم بالثريا فإنما هم أكبادنا تمشي على الأرض.. وحسناً فعل السيد الرئيس بلقائه بالشباب.. وحسناً يفعل المؤتمر الوطني بفتح قنوات الحوار مع الشباب فهم ليسوا «شوية عيال» لكنهم مستقبل هذه البلاد وحاضرها. ü ومثلما تُطالب أحزاب المعارضة بتغيير النظام نحن نطالبها بتغيير قياداتها التي أكل عليها الدهر وشرب ونام وقام.. بل إنّ هذه القيادات المحنطة أكبر عمراً من البشير وهي أطول إقامة على مقاعد الرئاسة في أحزابها.. وهي التي مارست وتمارس التوريث في مؤسساتها وهي التي تخف عند الطمع وتتثاقل إلى الأرض عند الفزع والتاريخ يشهد.. والله خير الشاهدين.. وما هذا التهافت على الغرب بالذي يُقربكم إلى السلطة زلفى.. فقد سألها زعماء من قبلكم وهم في سدة الحكم فلم يلقى لهم الغرب بالاً في زمن تتحكم فيه المصالح وتحاسب فيه الشعوب حكامها.. وتندلع ثورات الشباب وفي بال أمريكا «إستراتيجية الفوضى الخلاقة» التي جاءتهم بشباب لا يخشون في الله لومة لائم.. ولا يحبون إسرائيل مما بعث القلق في نفس الصهيونية التي قالت إننا نخسر حكاماً أصدقاء لنا ولو فعلوا بشعوبهم الأفاعيل!! فالحمد لله الذي جعلنا عند سوء ظن الصهاينة.. ومرحباً بالحوار مع الشباب من أبناء هذا البلد أولاد وبنات. قال القذافي «العمل حق لكل امرأة ذكراً أم أنثى» والسجن عشرة أعوام لكل من ينتحر حرقاً بالنّار.. وهذا هو المفروض