كلمة حوار تجعل المرء يتحسس مسدسه!! أي مسدس «حتى لو كان على شاكلة مسدس «مويه» أو قل أتحسس بندقيتي» حتى لو لم أملك بندقية حقيقية مثل بندقية الصيد التي أهداها لمحمد عبدالعظيم صديقي عثمان حسين داؤود والذي لا نعرف دائماً كيف نقدمه؟ هل نقول الضابط؟ أم الطيار؟ أم الكاتب الصحفي أم الأديب أم الأنسان؟ أم ماذا؟ خلاصة الحكي طالما جاءت سيرة عثمان حسين فاسمحوا لي أن أحي عودته للكتابة بعد انقطاع وربما لا يعرف الكثيرون ان عثمان ابتعد بمحض إرادته «وبتعليمات» من ضميره الإنساني العالي والمرهف الحس لكل ما هو جميل. كتب عثمان أيام حادثة هروب المدانين في مقتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل بقوة وشجاعة ووفق ما يراه حقاً. وأثبتت الأيام صدق كلامه الذي لم يعجب البعض وربما نتج عن هذا «الرفض» ضرراً ذهب لآخرين جعل عثمان يقول أنا السبب في ذلك.. هو كتب «بحسن نية» وتعامل الآخر مع مداده «بسوء نية»!! ومع ذلك أحس هذا الكاتب الصادق مع نفسه ومع مداده «بعقدة» الذنب فآثر الابتعاد فترة.. وفي هذه الفترة افتقده الكثيرون وسأل منه الكثيرون أيضاً ولكن لم أشاء التأثير عليه.. وكانت سعادتنا كبيرة عندما عاد بمناشدة ومرافعة قوية من قلم زميلتنا الذهبي «زينب السعيد» فعاد عثمان إلى الحلبة. وهل يهرب الفارس عند اشتداد الغبار والوغى! أعود لموضوعي الذي بدأته في أول سطر من هذه المساحة وهو الحوار والذي قلت أنني اتحسس مسدسي أو بندقية الصيد التي اهداها لنا عثمان. والطريف في الأمر أن وجودها في البيت وظهورها في الشارع أثار بلغة «جيل اليوم كمية من الرعب والإرهاب» لم نكن نتخيلها رغم ان هذه البندقية لم تصطاد عفوراً واحداً ولا أعرف السبب .. هل يعود للصياد أم للذخيرة «الفشنك»؟ نعم هذه هي طبيعة الشعب السوداني شعب مسالم ولا يحب المشاكل ويستحق أن تحل مشاكله بالحوار ولكن أي حوار نريد!! هناك حوار «الطرشان» وهناك حوار «الزهجان» و«الفلسان»! وهناك حوار الطرف الواحد!! وهناك حوار الأجندة وهناك الحوار بالوكالة فأي حوار تحتاجه الساحة هذه الأيام. تحتاج حوار بقامة الشعب السوداني لا الحوار الذي يتحدث عنه ياسر عرمان والذي لا نعرف حتى اللحظة باسم من يتحدث هذه الأيام.