تأليف: فيرغيس نيكول - ترجمة د.عبد الواحد عبد الله يوسف هذا أحدث كتاب صدر عن الثورة المهدية وترجم إلى اللغة العربية في وقت قياسي، رغم أن هناك عشرات من الكتب باللغات الأجنبية وخاصة ما صدر باللغة الإنجليزية، وقد مضى عليها عقود من الزمان وبعضها مضى عليها قرن بالتمام، ولم يتيسر حتى اليوم ترجمتها والسؤال لماذا تُرجم هذا الكتاب وبهذه السرعة. والإجابة تكمن في أن هذا الكتاب يستحق أن يترجم، رغم تأليفه وصدوره بعد أكثر من مائة عام منذ قيام الثورة المهدية، وذلك لما تميز به الكتاب من حيدة والبعد عن التعصب والتحامل على الثورة المهدية، وهي الصفات التي طغت على كتابات الأجانب عن المهدية وقادتها أؤلئك الذين كتبوا عقب هزيمة المهدية، وخاصة أولئك الذين عاصروا الثورة المهدية كحكام أو قادة جيوش أو أسرى. فجميعهم إلا قلة قليلة أنصفت المهدية وقائدها وقادتها. والكتاب صدر باللغة الإنجليزية في عام 2004م عن دار ستون بعنوان «سيف النبي مهدي السودان وموت الجنرال غردون». قدم للكتاب في طبعته العربية التي أصدرها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان «2009م» 442 ص - البروفسور حسن أحمد إبراهيم أستاذ كرسي تاريخ السودان بكلية الآداب بجامعة الخرطوم. والذي يعمل حالياً بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا مديراً لمعهد وحدة المسلمين وأستاذاً للتاريخ، والذي يرى إضافة الكتاب بكل اطمئنان إلى مدرسة شبيكة وهي تلك المدرسة التي اعتمدت كلياً على الوثائق «المخطوطات» في دراستها لفترة المهدية. والكتاب في مجمله ترجمة لحياة الإمام المهدي واستعراض لنشاطه الديني والثقافي والدعوي والحربي، فهو رصد وتوثيق لأسرة محمد أحمد المهدي منذ مولده بجزيرة لبب في أقصى شمال السودان، وقراءاته ودراساته الباكرة وهجرته مع إخوته بحثاً وجرياً للعلم والجلوس إلى العلماء والشيوخ. واعتمد المؤلف على مجموعات ضخمة من الوثائق والمخطوطات وعلى زيارات قام بها شملت مسقط رأس الإمام المهدي بالشمالية، وإلى الجزيرة أبا التي شهدت ميلاد الدعوة المهدية وإلى جبل قدير الذي شهد هجرة المهدي، وإلى مدينة الأبيض وموقع موقعة شيكان التي شهدت دحر وفناء حملة هكس، وظل المؤلف وطوال أعوام متنقلاً في دور الوثائق بالسودان وبريطانيا منقباً في وثائقها ومخطوطاتها، ومتحدثاً مع مجموعات من البشر ومستشهداً بكتابات وأقوال المعاصرين الذين قدر لهم أن يكتبوا عن المهدية والإمام المهدي. فجاء الكتاب وثيقة حية تعكس صورة ناصعة لفترة من أزهى فترات تاريخ السودان الحديث. واستطاع المترجم الدكتور عبد الواحد عبد الله يوسف أن يقدم ترجمة دقيقة ورائعة كأول عمل له في هذا المجال حسب علمي. ولمركز عبد الكريم ميرغني التحية والتقدير لهذا العمل الجليل.