إتحاد المخابز بولاية الخرطوم قال أنه تفاجأ بالقرار الفوقي لحكومة الولاية فى انتاجها لمليون قطعة خبز يومياً تباع الست منها بجنيه واحد. نشرت صحيفة السوداني من مصادر لها من داخل الإتحاد أن حكومة الولاية لم تخطر الإتحاد وأصحاب المخابز بالخطوة منوهة أن هذا القرار سيؤدي الى الاضرار بمصالح المخابز الأخرى العاملة. وأوردت السوداني على لسان رئيس غرفة الدقيق بأم درمان بعدم جدوى المشروع نظراً للوفرة الكبيرة فى انتاج الدقيق والخبز وعدم وجود سوق أسود فى الانتاج وأشار الى أن هذا الإجراء سيضاعف من حجم الإنتاجية الى أضعاف مضاعفة تحدث خللاً فى التوزيع ويعرض السلعة للتلف. لا أدرى ماهى حدود الوصاية التى تتوهمها الكثير من الاتحادات والغرف التجارية على معاش المواطنين إذ كلما تحركت السلطات لإعادة الأمور الى نصابها تخرج لنا اتحادات وهيئات وغرف تبخس هذا التحرك وتشكك فى عائداته وجدواه إذ بالأمس القريب وعندما أرادت الحكومة الإتحادية أن تكبح جماح ارتفاع أسعار بيع زيوت الطعام الذى زادته مصانع تصنيع الزيوت فى أقل من أسبوعين الى مايزيد عن ال50% من سعر البيع وذلك باستيراد المواد الخام خرجت علينا أصوات غرفة الزيوت التى رفضت استيراد المواد الخام ونظرت الى مصالحها وعائدها المالى الذى ظل يرتفع بالزيادة الأسبوعية ولم تنظر الى أن المواطن العامل لم تزد له الحكومة راتبه بنسبة 50% ولن تستطيع ولكن من واجب الحكومة أن تحميه ومن حق المواطن أن يشترى السلع وحاجياته بأسعار لاتقفز فوق النسب المسموح بها فى هامش الربح المتعارف عليه والذى للأسف وفى تقديس مطلوبات السوق الحر يرتفع ويرتفع ويزيد من قبل المنتجين والتجار دون أن يفتح الله على وزارة التجارة بوضع الأسس والضوابط التى تحمى المستهلك من حيث علاقة المنتج وجودته بسعر بيعه . ونعود لاتحاد المخابز الذى ظلت بعض مخابز عضويته بالولاية تنتج خبزاً يفتقر الى الكثير من الضوابط الصحية وتقل جودته ويتضاءل حجمه وقد لاحظت أن الخبز الذي يتم خبزه قبل طلوع الفجر يختلف تماماً من حيث وزنه عن ذلك الذى يخبز بعد شروق الشمس واثناء النهار والسبب أن هذا الخبز بجودته المتدنية ووزنه الناقص يتم تعبئته ليباع بعيداً عن المخابز فى البقالات ومحلات بيع الأطعمة إذ لارقابة على المخبز لأنه لايعرف فى أى مخبز تم انتاجه . على ولاية الخرطوم أن تمضى قدماً فى مشروع الانتاج الكبير للخبز من خلال مخابز أشبه بالمصانع التى تنتج الخبز وتكتمل تعبئته بشكل آلى كامل كما هو موجود فى كل دول العام وألا تلتفت لمن يريد أن يضع وصايته على المواطن المغلوب بخبز غير صحى وبسعر مرتفع وأن يعرض كل منتج ما عنده وليتنافس المتنافسون فى إنتاج الخبز فإذا كانت هناك شركة ستنتج ست قطع خبز بجنيه فليفسح المجال لأخريات لإنتاج سبع بجودة أقل لمن يرغب وخمس بجودة اعلى وهكذا . مشروع إنتاج الخبز الكبير سيحقق أهدافه بالاهتمام بأهم عنصر نجاح فيه وهو وصوله للفئات السكانية المستهدفة به خاصة أطراف الولاية وذلك من خلال شبكة توزيع كفؤة تمكن كل مستهلك من الحصول على حاجته من هذا الخبز وبسعر البيع الذى تم تحديده . والتوزيع هنا سيكون توزيعاً حراً بلا بطاقة ولاطوابير ويكون جنباً الى جنب مع انتاج المخابز وخيار الشراء سيكون للمستهلك . الرجاء أن تصيب الفكرة كل عوامل النجاح وأن يشاع الاقتصاد الحر بديلاً للاقتصاد التحكمى الحكومى و الاقتصاد التحكمى الرأسمالى فى كل السلع والحاجيات الضرورية للمواطن.