أصوات ودخان هو الديوان الجديد الذي صدر باسم الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب، والذي تولت أسرة الشاعر ودار نار المجاذيب الدار الخاصة بأعمال الشاعر- إصداره. أصوات ودخان هو الديوان السابع للمجذوب بعد القربان، والبشارة والشرافة، والهجرة، ونار المجاذيب، (وتلك الأشياء) التي تتشابه في مادتها إلى حد كبير مع موضوع حديثنا اليوم. أصوات ودخان مجموعة فذة بالرغم من الأخطاء الطباعية التي تسبب فيها غياب الشاعر قبل أكثر من ربع قرن من صدور الديوان. (أصوات ودخان) تكشف عن عبقرية المجذوب المتجددة التي تتجلى في كافة أشعاره وأعماله، منذ ديوانه الأول (نار المجاذيب) والمتأمل في قصائد الديوان وموضوعاته التي يعود بعضها الى ثلاثينيات القرن الماضي (1935)... مثلاً.. يكتشف مدى عظمة وتمكن الشاعر المجذوب.. وحريته وجرأته وإنسانية، وتنوع موضوعاته ونظراته الفلسفية في الكون والحياة.. وارتباطه لا يوافق المحلي، بل بدول الجوار وبالعالم من حولنا، ولعل قصائده (أببا)، والتي تناول فيها الأوضاع والناس والحياة والكفاح في القطر الأثيوبي الشقيق.. وأثيوبيا شقيق السودان الأزلي.. والتي صور فيها جوانب إنسانية عاشها جيله وأجيال كثيرة بين أثيوبيا والسودان.. ويحلق الشاعر الكبير في عوالم الخيال والفن والإبداع، فيتناول الفن السابع من خلال قصيدته (مارلين ديترتش) التي يعرفها جيل الشاعر قمة في الفن والإبداع.. بل من قمم العالم آنذاك في مجالها في برلين أولاً برلين الثلاثينيات والأربعينيات قبل الحرب، إذ يعود تاريخ القصيدة الساحرة إلى العام 1942م ديوان محمد المهدي المجذوب.. ليس الأخير بالتأكيد.. ولكنه من الأعمال التي حرص الشاعر في حياته وفي باكورة شبابه على أرجائها رغم سبقها وتقدمها في التاريخ، وآثر أن يفترع أعماله بديوانه الأم (نار المجاذيب)، وأتبعه بالبشارة والهجرة.. وحتى (ديوان تلك الأشياء) حرص على أن يكون نشره بعد أعماله الكبيرة الأولى. التحية لابن عمي العملاق الشاعر الكبير البركة محمد المهدي مجذوب، وقد كان الدكتور عبد الله الطيب شديد التأثر برثائي له في ديوان (صوت من السماء) الذي قدم له عبد الله الطيب، والذي صدر بعد رحيل الشاعر الكبير في العام 1982م.