في خطوة غير متوقعة أعلنت الحركة الشعبية تعليق الحوار مع المؤتمر الوطني وأرجعت الخطوة إلى أن الوطني يخطط لإسقاط نظام الحكم في الجنوب بدعمه وتدريبه لمليشيات في الشمال وإرسالهم للجنوب لتنفيذ المخطط واتبعت قرارها بتعليق الحوار باتّجاهها لتصدير البترول عبر بدائل ليس من بينها الشمال وفي الأثناء جاء رد المؤتمر الوطني قوياً مفنداً ما ذهبت إليه قيادة الحركة بشأن ما أسمته (المُخطط) وإثارتها لمسألة نقل البترول من خلال دولة أخرى وحذّر قيادة الحركة من إثارة القلاقل وقال إنّه لا يسمح باستهداف الموارد البشرية والمادية في الشمال وتساءل هل تُريد الحركة أن نضع (القلم) ونرفع (البندقية) وكشف الوطني عن دوافع إثارة هذه الدعاوي في هذا الوقت وقال إنّ إرادة الحركة إيقاف البترول فلتفعل ذلك من اليوم. وقطع الفريق مهندس صلاح عبد الله «قوش» مستشار رئيس الجمهورية رئيس وفد المؤتمر الوطني للجنة السياسية المشتركة مع الحركة الشعبية بأن الحكومة لن تسمح بأي عمل يقود لزعزعة الأمن والاستقرار واستهداف الموارد البشرية والمادية والعقيدة بالشمال من أي جهة سواء الحركة أو أمريكا. ودحض قوش بقوة في مؤتمر صحفي مُشترك عقده أمس بالمركز العام بالخرطوم مع مسؤول ملف أبيي بالوطني الدرديري محمد أحمد إدعاءات الحركة واتّهاماتها للوطني بالضلوع في أحداث ملكال وأجزاء أخرى بالجنوب واصفاً إياها الاتّهامات الباطلة باعتبار أنّها لا تستند على أية دلائل رسمية مبيناً أن إطلاق الحركة لتلك الاتّهامات يأتي في إطار تغطية مشاكلها الداخلية، نافياً ايرادها لأي دليل رسمي في اجتماع اللجنة السياسية المشتركة الأخير وتساءل «قوش» هل تُريد الحركة منّا أن نضع القلم ونرفع البندقية مبدياً استغرابه الشديد من إيقاف الحركة للحوار في ظل ما أسماه بأزمتها الداخلية لكنه أكّد حرص حزبه على الاستقرار بالجنوب والشمال لرفاهية الشعبين وحفظ أرواحهم. واتّهم قوش الحركة بممارسة الإبادة الجماعية ضد مواطنيها واصفاً إدعاءها بممارسة الحكومة لها بأنّها رسالة نفسية للمجتمع الدولي لإثارته ضد الحكومة. وقطع قوش بأن بترول الشمال يغطي احتياجاته، مشيراً إلى أنه يُنتج (120) ألف برميل في اليوم نافياً تأثره بإيقاف حكومة الجنوب للبترول وأضاف «إذا عايزين يوقفوه يوقفوه اليوم قبل الغد» وكشف الدرديري محمد أحمد مسؤول ملف أبيي بالوطني عن إبلاغهم للمجتمع الدولي بأن وجود قوات الحركة في أبيي يؤثر سلباً على الأوضاع الأمنية في المنطقة، مؤكداً أن الوطني قادر على حماية مواطنيه بشتى الوسائل ولن يقف مكتوف الأيدي حيال ما يحدث في أبيي. واتّهم الدرديري قيادات دينكا نقوك بالحركة الشعبية بافتعال المشاكل بين الجنوب والشمال وتعكير الأجواء بين الشريكين. حقيقة دعم أطور وقلواك وأرول واستعرض قوش حزمة من المعلومات قال إنّها توفرت لهم عن أسباب الاشتباكات التي شهدته ملكال مؤخراً، منوهاً إلى أن جورج أطور لواء بالجيش الشعبي أنشق لاتّهامه لحكومة الجنوب بتزوير الانتخابات التي جرت بجونقلي في إبريل الماضي، لافتاً إلى أن بعض الوحدات بالجيش الشعبي هي التي تمد أطور بالسلاح وهذا مرصود ومعلوم لدينا. وفيما يتصل بقلواك قاي قال قوش إنّ سبب تمرده يرجع لحرق الجيش الشعبي لقريته على خلفية مناصرته لإنجلينا تنيج في انتخابات منصب والي الوحدة التي فاز بها تعبان دينق واصفاً أحداث ملكال بأنها إنعكاسات لأحداث ممتدة على مر السنين وتجلى في صراع الشلك والدينكا حول الأراضي حيث انفتح منسوبو الدينكا للجيش الشعبي على أراضي الشلك مما حدا بأبنائهم لتكوين مليشيا مقاتلة يقودها أرول لدعم قضايا أهلهم موضحاً أن الحركة الشعبية سبق وأن أدارت حواراً مع مليشيا أرول قبل أن تنقل الشلك إلى معسكر آخر وقال قوش إن إحدى فتيات قبيلة الشلك قد تعرضت لاغتصاب من أحد أفراد الجيش الشعبي في الخامس من مارس الحالي قبل أن يلقى عليه القبض من قبل أبناء قبيلة الشلك ليهرب بعد ذلك الى معسكر تابع للجيش الشعبي وتحركت بعدها قوة تابع للجيش الشعبي لمهاجمة أبناء قبيلة الشلك الذين استعانوا بجورج أطور التي هاجمت قواته بمدينة ملكال واصفاً إياها بحلف المصلحة. مخاوف من دعم المليشيات لمشار وقال قوش إن المليشيات المتمردة تعيش حالة من التململ جراء إحساسها بمحاولة الدينكا السيطرة على الجنوب مشيراً لمخاوف بعض قيادة الحركة من الوصول لتسوية مع المليشيات لكي لا تدعم خط رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب وزاد تعرفون من يكن العداء لمشار مستشهداً بمحاولات سابقة لنائب رئيس جهاز الأمن الوطني لرأب الصدع بينه وجورج أطور والتي قال إن قادة آخرين بالحركة أفشلوها بحجة اتجاه المفاوضين للانقلاب ضد رئيس الحركة الفريق أول سلفاكير ميارديت بواسطة مجاك ورياك مشار وجورج أطور وتساءل قوش كيف توقف الحركة حوارها مع الوطني استناداً على معلومات «فالصو» مؤكداً رحابة صدرهم تجاه ما تفتعله الحركة من اتهامات وقال نحن في حزب مسؤول تهمنا المصلحة الكلية ولا نبني قراراتنا على ردود الأفعال. أبيي على الخط وفي الأثناء اتّهم مسؤول ملف أبيي بالوطني الدريري محمد أحمد أبناء دينكا نقوك داخل الحركة بأنهم وراء افتعال المشاكل وتعكير الأجواء بين الشريكين. وقال إن الحركة تستخدم أحداث ملكال كذريعة لتعكير الأوضاع من جديد وطالب الحركة بالإبعاد الفوري لشرطة الجنوب من أبيي توطئة لتهدئة الأوضاع وحذرها من مغبة التمادي في الاتهامات والتصعيد العسكري وجزم بإبلاغهم المجتمع الدولي بخطورة وجود قوات الحركة داخل أبيي من جهة اعتراضها لمسارات المسيرية الرحل وقطع الدريري بأن حزبه لن يقف مكتوف الأيدي جراء ما يحدث بأبيي مؤكداً حرصه على الاستقرار والوصول لتسوية شاملة تحفط المصالح المشتركة بين الشمال والجنوب وبتصريحات الدرديري وقوش تكون قد اكتملت دائرة الاتهامات المتبادلة بين طرفي نيفاشا منذ توقيعهما عليها في يناير 2005م وفي انتظار وسيط آخر لرأب صدعهم وهم على أعتاب بلدين بعدما اختارت الحركة مجلس الأمن وسيطاً هو في نظر الخرطوم ليس عادلاً.