تعج ولاية النيل الأبيض بالعديد من الخلافات القبلية والجهوية التي أضرت بها كثيراً ولم تترك المجال لها للانطلاق نحو التنمية التي ينشدها مواطن الولاية، وكثر الحديث عن وجود فساد بها، وتناقلت مجالس المدينة أن هناك تصفية حسابات بين بعض الشخصيات فيها. «آخرلحظة» جلست إلى وزير مالية الولاية حافظ عطا المنان ليرد على ما نُقل بشأن الفساد في الولاية، ولماذا لم تتحقق التنمية المرجوه بالولاية، وما هي حقيقة الصراعات التي تدور بالنيل الأبيض، وكانت إجاباته في المساحة التالية: هناك حديث عن فساد بولاية النيل الأبيض وشح في بعض الأجهزة الإعلامية، لماذا تخرج هذه المعلومات في الوقت الراهن رغماً عن أنها حدثت في العامين 2008م - 2009؟ - ما ورد عن فساد في الولاية هو عن موازنة 2009م، وتقرير المراجع حوله يحتوي على الإيرادات وأوجه الصرف والملاحظات حولهما، لكن المبلغ المعتدى عليه لا يمثل أكثر من .3% وأصلاً المخالفات المالية تحدث في كل الموازنات، لكن يبقى السؤال ماذا تم واتخذ من إجراء؟ وأنا أقول أن 80% من هذه المبالغ استردت و 20% قيد النظر في المحاكم والإجراءات الخاصة بها، وهذه ظاهرة حميدة وافتكر أنها لو تركت كان يمكن القول بأن هناك فساد. ماذا عن الإعفاءات والتحقيقات التي أشار إليها التقرير؟ - صحيح كانت موجودة في الموازنة وأشارة إلى أن هناك مبالغ وزعت، حوالي مليار جنيه، وأن ذلك تم عن طريق الوالي السابق د. محمد نورالله التجاني ووزير الزراعة وقتها، وفي جزء من هذه الإعفاءات ذهب لمواقع إستراتيجية كشركة سكر كنانة وما ذهب للمواطن ليس كبيراً. برأيك كيف تعتقد أن ذلك تم ولماذا خروج التقرير في الوقت الحالي؟ - بصراحة ذلك كان نتاج الصراعات بالولاية، ولكن أصر على أن المعالجة التى تمت كانت كافية لاسترداد ما تم التجاوز فيه. التوقيت الذي خرجت فيه هذه المعلومات يؤكد وجود صراعات في النيل الأبيض.. ما تعليقك؟ - النيل الأبيض صراحة لا تخلو من الاختلافات، والاختلافات القبلية أضرت بالولاية، وأقول كلما أتى والي منتخب ستكون هناك خلافات مستمرة، وهذا ناتج عن التركيبة الموجودة في الولاية، وواحدة من مشاكل الولاية، حتى الآن إنهم لم ينصهروا في بوتقة واحدة حتى تستفيد الولاية من الموارد والإمكانيات الموجودة بها. لذلك افتكر أن مثل هذا التقرير يضر الولاية خاصة في التعامل الاستثماري، الآن الحديث عن وجود الفساد يغلق الباب أمام المستثمرين ويوصل لهم رسالة سالبة، فالاستثمار يحذر في أن ينساب في أي منطقة، وبالتالي تكون هناك خطورة على مستقبل الاستثمار بالولاية، وأكرر بأن الخلافات القبلية والجهوية بالولاية لا زالت موجودة وستؤثر عليها. النيل الأبيض ظلت تعاني من عدم وجود التنمية والخدمات، على الرغم من وجود عدد كبير من أبناء الولاية بمناصب عليا في المركز؟ ما هو السبب في ذلك؟ - النيل الأبيض موجودة في جميع مفاصل المركز، وأقول إن الخلافات والتنمية خطان متوازيان لا يلتقيان، الخلافات تخلق عدم الاستقرار مما يؤثر على مستوى النمو بشكل واضح، ولابد للناس من التحرك كمجموعة لفائدة الولاية لأن التنمية تحتاج لسعي ومجهودات، والعمل على استقطاب الموارد.. وأنا يهمني الإصلاح، وإذا قلنا إن 2009 مرت، فالسؤال ماذا تم بعد انتخاب الحكومة الجديدة التي ركزت على إصلاح شامل بالولاية. ماذا تم بشأن الإصلاح المالي بالولاية؟ - أوقفت الولاية كل الدعومات الاجتماعية والمنح إلا بشكل محدود جداً ويصدر القرار من الوالي للمحتاجين فقط وأصبح في حكم غير الموجود، وكذلك المنح التي أصبحت غير موجودة.. والإصلاح المالي استطاع أن يجعل الصرف (3) مرات في الشهر وكل ذلك يأتي حسب الأولوية للاستفادة من الموارد، وكذلك أصدرت الولاية قراراً بعدم إيجار عربات للدستوريين باعتبارها أحد دواعي الفساد، واجتهدنا في تقليل العّهد لدى الأشخاص، بجانب عدم إصدار شيكات دون رصيد للمحافظة على سمعة الولاية، كما أوقفنا التجنيب، وأنشأنا جهازاً لرقابة المتحصلين ومتابعتهم يومياً، وأعدنا هيكلة الوزارة بشكل واضح جداً، وأجرينا بعض التنقلات التي أصبحت سمة، وقلنا «ما في زول يقعد في موقعه أكثر من سنتين» حتى لا تحدث مشاكل وخلافات مالية بشكل أكبر، والسعي مستمر للإصلاح المالي والإداري حتى نصل لما نصبو إليه من إصلاح شامل، وإصلاح تشريعي في قسمة الموارد بين الولاية والمحليات حسب الدستور حتى تتمكن المحليات من النهوض بالولاية والاستفادة من دعم التعليم والصحة بشكل كبير. واتفقنا مع الخبراء في إطار التشريع والإصلاح الإداري بشكل أساسي. هل تعتقد أن الدعم الذي تجده الولاية من المركز كافٍ لتحسين البيئة والخدمات بالولاية؟ أم أن أبناء الولاية بخلافاتهم ومشاكلهم الشخصية يشكلون عائقاً أمام نهوض الولاية؟ - أنا سعيد جداً بعلاقة الولاية مع وزارة المالية الاتحادية و«خلينا نسميها رشوة» أو أي شيء، وأنا افتكر أن الولاية حظيت باهتمام ناتج عن علاقة الولاية بالمركز، واستطاعت القيام بالعديد من المشروعات المهمة، ومثلاً في مجال التعليم نستهدف إجلاس 80% وبناء فصول 72% وافتكر أننا أنجزنا العديد مما نستهدفه، وكذلك مشروعات المياه تمضي فيها بصورة ممتازة، وكذلك وقعنا عقودات لتشييد شبكة كوستي وربك بأكثر من 25 مليون دولار مع المالية الاتحادية.. وكذلك لدينا مياه الدويم ضمن القرض الإيراني، وأكملنا مياه الجزيرة أبا ونتوقع افتتاحها في الشهر المقبل.وساعين لكهربة 76 حي بالولاية بتكلفة 16 مليون جنيه من موارد الولاية المحلية، وكذلك نعمل على تجميع مشاريع النيل الأبيض لكهربتها جميعاً خلال الفترة المقبلة، بجانب إنشاء العديد من الطرق بالولاية لربط الولاية بأنحائها المختلفة والولايات المجاورة لها.