أجرى رئيس الجمهورية المشير عمر البشير مباحثات مطولة مع الوفد التشادي الذي وصل الخرطوم أمس وترأسه وزير الخارجية موسى فكي تناولت العلاقات الثنائية بين الحكومتين السودانية والتشادية وتأتي الزيارة استكمالاً لتطبيع العلاقات بينهما. وتركزت المفاوضات حول العلاقات الأمنية بين البلدين وأمنت على ضرورة تجنيبهما خطر التمزق الذي يحدق بهما، وأكد الطرفان على ضرورة إزالة الرواسب في العلاقات بينهما تمهيداً للتطبيع . وأحيطت المباحثات بين الطرفين بسياج من السرية ومنعت وسائل الإعلام من تغطيتها. غير أن مصادر أكدت ل (آخر لحظة) أن الجانبين ناقشا كافة القضايا الخلافية بينهما، فضلاً عن الاتفاقات التي أبرمت بينهما وكان آخرها اتفاق الدوحة الذي رعته قطر في التاسع والعشرين من أبريل الماضي. من جانبه أكد الشرتاي جعفر عبد الحكم الناطق الرسمي باسم وفد التفاوض الحكومي لمباحثات الدوحة أن المفاوضات المقبلة ستشهد إشراك جميع الأطراف الفاعلة في قضية دارفور بما فيها دول الجوار ذات الصلة والشأن المؤثر على رأسها تشاد. وقال عبد الحكم إن مشاركة تشاد في الجولة القادمة ستلقي بظلالها الإيجابية على دفع عملية التفاوض في ظل التطور الذي تشهده العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فضلاً عن وجود حركة العدل والمساواة بتشاد وانطلاقها منها مادياً ومعنوياً. وأشار عبد الحكم الى أن توسيع دائرة المشاركات في المفاوضات المقبلة جاء لتكون الحلول والنتائج شاملة ومرضية للجميع، مؤكداً عدم توقيع أي اتفاقيات ثنائية وقال سنستمر في المفاوضات والحوار وصولاً لرؤية شاملة وموحدة تجاه سلام دارفور، مؤمناً على اتفاقية أبوجا وملحقاتها، موضحاً أن مقررات ملتقى أهل السودان ستكون مرتكزات أساسية للخوض في التفاوض الحقيقي والرسمي. من جانبه اعتبر والي شمال دارفور عثمان يوسف كبر الزيارة تتويجاً للجهود المبذولة سابقاً من قبل الطرفين. مشيراً إلى أنها تشكّل خطوة هامة في مسار العلاقة بينهما، وأضاف أن أهمية هذه الخطوة تأتي في إطار الإرادة السياسية المتوفرة لدى قيادة البلدين وحرصهما على ضرورة إيقاف التوترات بينهما، مؤكداً أن هذه الزيارة تعزز فرص التعاون في مفاوضات الدوحة المقبلة، مشيراً الى أنها ترسل رسالة واضحة لأطراف التفاوض في الدوحة بأن العلاقة بين البلدين تسير نحو الأفضل. وقال كبر للتلفزيون القومي أمس إن توقيت ومكان الزيارة يعد محفزاً لتحسين العلاقة بين البلدين، لافتاً لأهميتها في ظل البعد الجغرافي والمصالح المشتركة بينهما، مضيفاً أنها تأتي تتويجاً لمبادرة الخرطوم من خلال الزيارة التي قام بها مستشار رئيس الجمهورية مسؤول ملف دارفور الدكتور غازي صلاح الدين لإنجمينا في أكتوبر الماضي.