أتوقع أن اللون الأخضر سيذهب في ستين داهية ، وربما تصدر الأممالمتحدة بالتنسيق مع اليونسكو قانون صارم لحظر كل ما هو أخضر ، حتى حزب الخضر الألماني ربما يتم تفكيكه ورميه في مزبلة التاريخ ، الحكاية من طقطق وحتى آخر قشاية خضراء ، أن هذا اللون من الألوان القذافية المميزة ، نسبة إلى معمر القذاقي ، فكل شيء عند هذا الرجل أخضر ، وكان بالأحرى أن يطلق عليه لقب الرجل الأخضر ، فمن الكتاب الأخضر إلى الساحة الخضراء في طرابلس إلى العلم الأخضر إلى عصابات الرأس الخضراء التي يتباهى بها أنصاره هذه الأيام، ومن الطرائف المؤكدة التي تحكى عن عقيد ليبيا أنه في إحدى زياراته الفجائية إلى الخرطوم قبل عدة سنوات طلب من احد السودانيين المسؤولين عن اللجان الشعبية بإحضار الفنانة سميرة دنيا بالاسم لكي تغني في حضرته ، وفي تلك الليلة الليلاء انطلقت قوة أمنية برئاسة مسؤول اللجان السوداني ( قاتله الله ) ، واقتحموا منزل دنيا المسكينة التي كانت في سابع نومه ,وتم إحضارها عنوة إلى مقر إقامة العقيد وكانت حالتها تحنن الكافر ، وقد شدت سميرة بقائمة طويلة من الأغنيات الحماسية ، ويقال أن العقيد كان يبدو مثل الأطرش في الزفة نظرا لعدم فهمه كلمات الأغاني لكنه كان يرفع يديه ابتهاجا على طريقته المعهودة ، كما يقال أن العقيد طلب من دنيا أن تغني بعض من الأغنيات التي تدخل في كلماتها الخضرة ، فوجدت المغنية الفرصة وشدت بأغنيات ( خداري الما بخلي ) ، و( الأخضر الليموني ) ، و( الدرب الأخضر ) للفنان عثمان حسين رحمه الله ، وأتوقع أن تكون الفنانة دنيا ختمت هذه السهرة الغنائية بالأغنية الدكاكينية الشهيرة جننونا بالخضار بالخضار يا ناس قذافي وين يا ناس السكنوك جنوب لانوف عموما سر حب ألقذافي للون الأخضر حاجة مش معروفة للعالم اجمع ، وبعد أن يرحل , عن الحكم وتذوي أشجاره الخضراء ربما يتم الكشف عن سر ارتباط هذا الرجل الطاؤوس بالخضرة والوجه الحسن ، وأتصور أن المسألة ربما تكون عقدة متأصلة في نفسه نظرا لأن جذوره حسب قوله من البادية وأهل البادية يمجدون اللون الأخضر المتمثل في الطبيعة وتداعياتها ، على فكرة قبل أن أنسى علماء النفس يؤكدون انه يمكن معرفة مزاج الإنسان من اللون الذي يحبه ، ومن هذا قولهم أن عشاق اللون الأخضر يمتازون بالكرم وسعة الأفق وقوة الإرادة والعناد ، ما شاء الله اللهم أحسن وبارك كل هذه الصفات موجودة لدى عقيد ليبيا ، فهو من ناحية الكرم رجل كريم لأنه يكرم شعبه هذه الأيام العصيبة آخر كرم وأريحية ويوفر لهم كل ما لذ وطاب من أسلحة القتل والدمار ، أما من ناحية سعة الأفق ( فالراجل عداه العيب ) فهو يتمتع بأفق واسع ودراية بالأمور وعشان كده فقد قام بتسفيه كافة قرارات الأممالمتحدة ، وفيما يتعلق بقوة الإرادة والعناد فالرجل اقصد ألقذافي سيكون قوي الإرادة وعنيد حتى يسقط مثل الثور الجريح في الدرب الأخضر وهو يردد دمرونا بالخدار يا ناس .