مازال مسلسل ارتفاع الأسعار من الظواهر التى أصبحت متكررة فى مجتمعنا، والجديد فى هذا المسلسل هو الزيادة الكبيرة فى أسعار الخضروات، ومن قبلها ارتفاع أسعار السكر واللحوم وغيرها من المواد الاستهلاكية، ارتفاعات أخرى ومشاكل عديدة دون التوصل إلى حلول متكاملة بدليل الاستمرار فى مسلسل ارتفاع الأسعار. والحجة الجاهزة دائماً مع كل ارتفاع للأسعار هى إلقاء التهمة على التجار الجشعين، والتعهد بالضرب بيد من حديد على هؤلاء الذين يتسببون فى زيادة معاناة الفقراء، الذين تعمل الحكومة من أجل راحتهم، وتوفير القوت اللازم لهم بأقل الأسعار، ولكن من يضيِّع جهودها هم هؤلاء التجار الجشعون، ورغم عدم صحة هذا التبرير على إطلاقه،إلا أنها حجة تتكرر دائماً ومنذ سنوات، ومع كل ارتفاع للأسعار، فماذا فعلت الحكومة لمواجهة هذا الجشع غير التصريحات التي لا تخيف باعوضة. المشكلة ليست فى التجار الصغار أو الوسطاء فهؤلاء يزيدون من التكلفة بالطبع، ولكن المشكلة الأكبر هى في الاحتكارات التى تمسك بالسلع من منبعها سواء فى الاستيراد أو الإنتاج فهؤلاء هم المسؤولون عن الزيادة الكبيرة والأولية فى الأسعار، وهؤلاء هم الذين على الدولة مواجهتهم والتصدى لجشعهم، ولا شك أن الواقع في هذه الأيام يشهد ارتفاعاً في الأسعار وبخاصة المواد الأساسية التي هي من ضرورات الناس وهذا شيء مؤلم حقاً يجب أن تدرس أسبابه، ويسعى في علاجه كل بحسب طاقته وقدرته وإمكاناته، وكل بحسب موقعه ومسؤوليته . إن هذه الأزمة لها آثار سلبية على جميع المستويات، لأنها من دواعي انتشار السرقات والغش والسطو ووجود الشحناء والضغائن بين الغني والفقير. إن حجم التذمر والاستنكار لدى الناس ليس بخافٍ هذه الأيام على أحد... وقد تترك هذه الأزمة آثاراً نفسية خطيرة على بعض النفوس التي تشعر بالمعاناة في تأمين المعيشة والوفاء بالاحتياجات الضرورية ومتطلبات الأسر والعوائل. قال الرسول (ص): (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه).