(كشف اتحاد أصحاب العمل أن الفترة القادمة ستشهد انخفاضاً كبيراً في أسعار السلع الاستهلاكية بمختلف أنواعها، مبيناً أن تصفية شركات القطاع العام ستسهم في انتعاش القطاع الخاص، الأمر الذي سيؤدي إلى وفرة السلع في الأسواق. وقال أمين السياسات الإستراتيجية باتحاد أصحاب العمل سمير أحمد قاسم إن تصفية شركات القطاع العام له أثر كبير في دعم وتنمية الاقتصاد السوداني، إلى جانب زيادة تنمية القطاع الخاص لأكثر من «72%»، الأمر الذي سينعش القطاع).. هذا بالضبط ما جاء في متن خبر منشور في الزميلة الصحافة، وقد قفزت لذهني فقرة صغيرة تبث في قناة اسبيستون بعنوان «الرابط العجيب» وهو يعرض اثنين من الأشياء ذات العلاقات البعيدة جداً مثل العلاقة بين البيضة وعيد الميلاد، وبعد تعب وتمحيص نجد أن البيضة إحدى مكونات الكيكة أو التورتة التي تقدم في عيد الميلاد، فتبتسم لأنك قد ذهبت لعلاقات بعيدة أقربها أن البيضة ميلاد جديد «لفروجة» كبيرة. المهم يبدو أن القطاع الخاص يريد أن يعبر عن فرحته بخصخصة شركات القطاع العام ولم يوفق، لأنه أراد بتصريحه هذا أن يستقطب المواطنين بقوله إن انخفاضاً كبيراً سيحدث لأسعار السلع حال خصخصتها.. والغريب أن الشركات التي تعتزم الحكومة خصخصتها لا علاقة مباشرة بينها وبين أسعار السلع، وأن غالبيتها ميتة وقرار الخصخصة لن يعمل إلا على تشييعها إلى مثواها الأخير.. إذن لم تكن تلك الشركات من الجهات أو المؤسسات أو الهيئات تضايق القطاع الخاص بصورة مباشرة.. سادتي أظن أن هذا القطاع يعمل معظم منسوبيه على التجارة وجلب الأرباح الخاصة.. وأن معظم معاناة المواطنين تأتي منهم، لأنهم يتعاملون وفقاً لسياسات العرض والطلب ويحملون المواطن تبعات أي زيادة تطرأ على سلعهم وبضائعهم دون هوادة ولا مراعاة لظروفهم، وما يحدث من تأرجح في أسعار بعض السلع وأسعارها تصعد للأعلى، يأتي من هذا القطاع.. ضف إلى ذلك التردد الذي انتاب بعضهم عندما قررت الحكومة صرف المائة جنيه حين لم تعترف بها إلا الشركات المحترمة والكبيرة، أما باقي هذا القطاع فهو لم ينظر إلا لنقص محصلته الربحية.. سادتي لقد فتحت الحكومة باب الاستثمار على مصرعيه لمن يريد دخول السوق والمنافسة فيه، ولما كنا نكتب وندافع عن الشركات المراد خصخصتها، كنا ندافع عن شركات تابعة له تعمل من أجل المواطن وليس من صفاتها تحقيق الربحية العالية.