زيارة خاطفة وسريعة تيسّرت لنا بالأمس التقينا فيها بأهلنا في ولاية كسلا، زيارة استمرت لساعات قليلة إذ غادرنا الخرطوم صباحاً وعدنا من كسلا قبل العصر بقليل ضمن وفد ترأسته السيدة الفضلى وداد بابكر، حرم السيّد رئيس الجمهورية، ضمّ وكيل وزارة الصحة الدكتور عصام عبد الله والدكتور إيهاب علي حسن مدير البرنامج القومي لمكافحة الإيدز لتدشين مشروع منع انتقال الإيدز من الأم الحامل المصابة للجنين. الزيارة قصيرة لكنّها عميقة الدلالات والأثر وبرنامجها المحكم الضبط والتخطيط والترتيب أعدّته حكومة ولاية كسلا ممثلة في برنامج مكافحة الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً التابعة للإدارة العامة للطب الوقائي بوزارة الصحّة، ورعاه شخصياً والي كسلا الأستاذ محمد يوسف آدم الذي حشد لإنجاحه كل أركانحربه ومساعديه والإمكانات المتوفرة للولاية، وتقدّمت السيّدة الفضلى حرمه الصفوف رئيسة للتحالف السوداني حول قضايا المرأة والإيدز، وهو تحالف فاعل ومؤثر في مجتمع الولاية، قام بوضع خطة عمل بالشراكة مع المختصين والمعنيين ليتمكن من القيام بدوره في مكافحة هذا المرض. تحدّثت لكثيرين من المسؤولين في الولاية عن دقة التنظيم والترتيب - بالساعة والدقيقة- في البرنامج الذي لم يختل إلى أن عادت طائرتنا إلى الخرطوم رغم أن البرنامج اشتمل على اجتماع تنويري مع السيّد الوالي وأعضاء حكومته بحضور رئيس المجلس التشريعي بأمانة الحكومة، وتضمن زيارة لمركز منع الانتقال الرأسي من الأم الحامل المصابة للجنين بالمستشفى السعودي في كسلا، إضافة إلى اجتماع المناصرة والدعم لهذا المشروع، والطواف على المعارض المُصاحبة، وإلى كلمات ألقاها رئيس الجمعية السودانية لرعاية المتعايشين مع فيروس ومرض الإيدز إضافة إلى كلمة السيّدة حرم الوالي وكلمات للمدير القطري لليونيسيف وللدكتور إيهاب علي ولوزير الصحّة بالولاية ولوكيل وزارة الصحّة الاتّحادية وكلمة للوالي ثم التوقيع على وثيقة عهد وميثاق لمُساندة المشروع، وكلمة للسيدة الفضلى وداد بابكر حرم السيد رئيس الجمهورية. الذي حدث يشبه كسلا دقة وتنظيماً وإحساساً عميقاً بالمسؤولية وإيماناً بضرورة التغيير -المطلوب- إلى الأفضل، لصالح النّاس والمجتمع. وتحدثت السيدة وداد بابكر مقدمة وصية غالية لأهل الإعلام والصحافة بأن يقوموا بدورهم في التعريف بالمرض والوقاية منه وضرورة أن يعملوا على كسر حاجز العزلة الذي يعيشه المصابون.. ولعمري إن هذا هو الدور المطلوب لأن تنمية الإنسان هي التنمية الحقيقية المنشودة. أما من طرائف الرحلة فإن السيّد الوالي الأستاذ محمد يوسف آدم طلب اليّ في اجتماع الحكومة أن أتحدث عن دور الإعلام المطلوب.. ففعلت لكنني قلت له إن جلوسي وسط دائرة الحكم ومنحي فرصة الحديث داخل اجتماع الحكومة الرسمي ربما دفعني لعدم القيام من كرسي السُلطة.. إلا بالبوليس.