ساعات قليلة ويتنفس صبح الاول من يناير مهيجاَ الذكرى ومقلباً صفحات عظيمة في كتاب التاريخ ..صفحات ملأى بالإيمان وحب الأوطان .. عنوانها (الوطن هو الأساسي وليس الكراسي).. وغيره كثير من عناوين أخري لدروس تستحق أن يقف عندها ساستنا الأعزاء خاصة طلاب السلطة وعاشقي الكراسي الدوارة ليتعلموا منها الكثير ..إنه تاريخ عظيم . يجئ يوم الاول من يناير في مدار أيامنا علامة مضيئة من علامات النضال الوطني .. وعلامة من علامات الوحدة الوطنية في تاريخنا الوضئ .. يذكرنا ويعلمنا كيف إنتصر وينتصر سلاح الإيمان علي سواه من أسلحة .. ويذكرنا كيف أن الأجداد توحدوا ضد المستعمر البغيض .. وكيف فدوا الأوطان بالمهج .. غايتهم العزة لوطنهم والحرية لشعبهم ولا شئ غير ذلك. نحتفل هذا العام وبلادنا العزيزة تواجه أعظم الإبتلاءات وتتناوشها السهام من كل جانب وتحاصرها المطامع .. لا تعرف صليحاً من عدو. تمر علينا ذكري الإستقلال والوطن يحتاجنا أكثر من ذي قبل .. يحتاج للوطنيين من أبنائه .. يحتاج للوحدة والسلام الإجتماعي الذي كان يميزه عن كل الأوطان .. يحتاج شعبه للأمان والإستقرار .. بعد أن أصابه الإحساس بالخوف من القادم المجهول .. والملل والقرف من مشاكسات الشريكين ومن المسلسل (بايخ) الحلقات ..سئ الإخراج (أزمة جديدة بين الشريكين .. إنفراج أزمة الشريكين) .. وغيرها من المسلسلات . إن إحتفالنا الحقيقي بالإستقلال يكون بالوحدة ووضع مصلحة الوطن العليا فوق كل المصالح .. والإحتفال الحقيقي بالإستقلال يكون بتكاتف الأيادي وبالبناء والتعمير .. وحتي ذلك الإشعار تظل الذكري مظللة بسحابة كثيفة من الأحزان والمخاوف .. وتظل فرحة المناسبة ناقصة .. حتي نتحرر من مشاكلنا وخلافاتنا التي تتهدد الوطن.. مثلما تحررنا من قبضة وهيمنة وغطرسة المستعمر..فالواقع الآن يقول أننا نمشي على طريق الإستقلال والطريق ليس مفروشاً بالورود .. وإنما يحتاج للتوحد والمزيد من الصبر والنضال حتي نصل بالوطن الى الوحدة المرتجاة والسلام والأمان والتعايش الذي كان والإستقلال الحقيقي.. والى ذلك الحين يظل السؤال قائماً وحائراً:(أين أنت أيها اليوم الجميل) ؟.