مواطنو مدينة العلم والنور (الدويم) يعيشون هذه الأيام أجمل أيامهم! وأسعد لحظاتهم حيث جميعهم قد ودعوا الأحزان والآلام والفراق النبيل (للعبَّارة)، وهم الآن أعصابهم مستقرة ونفوسهم مشرئبة، وأوقاتهم منضبطة، ومشاعرهم منسجمة، ودقات قلوبهم منتظمة، كل هذا بسبب افتتاح (كبري الدويم)، رمز الاتصال الاجتماعي والترابط الأسري، والذي طال غيابه، وسوف يطلق عليه (الوعد الصادق)، حيث أصبح حقيقة لا خيالاً، إنه عمل من روائع العقل جنيناه بعلم ولم نجنه ارتجالاً، إنها حكومة الإنقاذ، فالشكر موصول من بعد الله للذين خططوا ونفذوا، أو كذلك لأهلنا بولاية النيل الأبيض لصبرهم الجميل بعد مائة عام من المعاناة، والشكر لكل الذين صابروا وساهروا وساهموا من أجل مواطني ولاية النيل الأبيض، من القطينة شمالاً والشيخ الصديق وتندلتي غرباً، وأبو حبيرة شرقاً والجبلين جنوباً، وذلك في شخص إدارة النقل النهري مركزياً وولائياً، ومحليات وموظفين ومهندسين وفنيين وعمال وسائقين، وعلى رأسهم أحمد عوض/ حاج عطية/ سيد قرشي/ محمد عثمان خيري/ محمود فقيري/ عبد الله الجاك/ محمد شريف/ أبوبكر محمد/ علي حسين/ حاج حسين أحمد/ سعيد الجاك/ خليل الجاك/ و الجيل الجديد عنهم: إبراهيم فرح، هؤلاء جميعاً، كانوا خير معين للبسطاء الكادحين والمزارعين والحرفيين والعمال والطلاب، وبخت الرضا والمركز القومي للمناهج والبحث التربوي، ومؤسسة الدويم الزراعية، ومشاريع الإعاشة، ومصانع خليل عثمان- والدويم الريفية (جبنة المايسترو)، و(المهلب).. فالرحمة والمغفرة لمن توفاهم الله، والصحة والعافية لمن هم على قيد الحياة. ولا ننسى أن نذكر محطة (أبوحبيرة) هذه المحطة ينبغي أن نقف عندها كثيراً، فقد كانت تمثل نقطة ارتكاز وملتقى لكل المواطنين ذهاباً وإياباً، ومن كل حدب وصوب تجاه مدينة العلم والنور (الدويم) وما حولها.عليه:نرجو من المركز القومي للمناهج والبحث العلمي (ببخت الرضا)، أن يسجل صوت شكر وعرفان، وذلك من خلال (كتاب المطالعة) لمرحلة الأساس موضوع (محطة أبو حبيرة التاريخية)، وذلك جغرافياً وتاريخياً واقتصادياً بالصورة والقلم، والبيان للأجيال القادمة، ولا ننسى كذلك اللحظات العصيبة للمسافر والمقيم عند الانتظار (العبَّارة) ذهاباً وإياباً، عند محطة أبو حبيرة، خاصة في (الثواني الأخيرة) عندما تتحرك العبارة، والمواطن والموظف والذي لم تسعفه قدماه وعربته باللحاق بها، حيث ينتظر (ساعة أخرى) وتخيل معي أيها القارئ الكريم!... وأنت مقيم ببلاد المهجر، وتصل مطار الخرطوم عند الساعة الخامسة مساء، والعبَّارة آخر موعدها الساعة العاشرة مساءاً فماذا أنت فاعل؟...هكذا أيها الأحباب نستقبل عاماً جديداً يحمل البشائر ونشكر الله كثيراً لهذه (النعمة)، وما بعدها بنعمة، فعلى مواطني ولاية النيل الأبيض عامة ومدينة الدويم خاصة الشكر.. ثم الشكر.. ثم الشكر.فنشكر السيد رئيس الجمهورية/ ووزارة المالية الاتحادية/ والطرق والجسور، وكل المختصين والمسؤلين الشعبيين والسياسيين والتنفيذيين، وأبناء الدويم، لهذا (الجسر) الذي يعبِّر عن روح التواصل الاجتماعي بين قبائل السودان المختلفة.هذا (الجسر) يمثل انضباطاً واستثماراً اقتصادياً لولاية النيل الأبيض/ الجزيرة/ كردفان/ الخرطوم/ وإنقاذاً حقيقياً لمدينة الدويم، والتي أصبحت قرية صغيرة، وعودة قوية لأهلنا المنتشرين بالسودان وخارج السودان، وسيظل هذا الجسر انفتاحاً للسلوك الاجتماعي الراشد لجميع الأسر بالدويم، وذلك بالترابط والأشواق والزيارات، والعودة الطوعية والإعمار السكاني والاستقرار النفسي.هذا الجسر سوف يربط الشرق والغرب والوسط ارتباطاً وجدانياً واقتصادياً واجتماعياً وتاريخياً للسودان، وسوف ينعش مدينة الدويم، ويحدث التغيير المنشود، وذلك حركة واقتصاداً ونقلاً وتواصلاً وأنشودة ينشدها جميع شعراء النيل الأبيض، وتمثل فرحة كبرى مستمرة بعد معاناة أهلنا بالنيل الأبيض، وأكثر الناس سعادة وفرحاً هم سائقو الحافلات والسفريات والبصات والجرارات والدفارات، فهذا الحدث يعد اختصاراً للزمن وتيسيراً لحركة المرور وتنشيطاً للدورة الدموية للمرضى والحوادث، وعربات الإسعاف، وتفعيلاً لدولاب العمل بالولاية والمحلية، وتغييراً للنمط الاستهلاكي اليومي بالمدينة، ونافذة يطل عليها (العروسان)، ونسيماً عليلاً للشباب والفتوة المؤدبة.ونتمنى من هذا الكبري أن يعالج جراحاتنا الظاهرة والباطنة والنفسية العميقة، وذلك بالتنمية والاستثمار والانضباط، وتفعيل دولاب العمل بالولاية والمحلية، والعودة إلى مؤسسة الدويم الزراعية، ومصانع خليل عثمان ومحالج القطن. ختاماً: فيا أخواني وأخواتي بولاية النيل الأبيض انشدوا معي لحن الحياة منك وما تقول* نسينا الماضي وناسينك محبوبي (العبَّارة) وداعاً أيتها العبَّارة ولك الشكر الجزيل عبد اللطيف عبد الله علي مهندس زراعي- كاتب صحفي بنك الأسرة الدويم من المحرر: واليوم نفرد هذه المساحة.. للأحبة في الدويم.. وهي تعيش أعياداً وتنتشي على أهازيج الفرح العاصف بكبري الدويم.. لألوان عدة.. وأنغام شتى.. أولها.. أنها هدنة مؤقتة مع الإنقاذ.. نوقف فيها إطلاق النار رداً على نيرانها الكثيفة.. التي لا تعرف الصمت والهدوء، ولا الانقطاع منذ عشرين سنة وتزيد.. والتي ما فتئت تصوبها يميناً ويساراً.. تارة بكلمات موجعة.. وأحياناً بأفعال قاسية، وأحايين كثيرة بقرارات هائجة ومدوية.وثاني الألوان.. هي أن تعرف الإنقاذ.. إننا نواجهها ونصارعها ونختلف معها فقط في شأن الوطن.. نفرح حين تعمل صالحاً.. ونتحزم ونتلزم.. و (نسل).. السيوف عندما ترتكب خطأً.وثالث الألوان.. هي لأن هذه الرسالة من الدويم.. أحب المدن إلى قلبي بعد زهرة المدائن أم درمان.. لأنه ما ذكرت أمامي الدويم.. إلا وكانت بخت الرضا، والتي أنا مدين لها بكل حرف زادني علماً.. والآن هل يحقق الله لي أمنية ريانة.. بأن يعود التاريخ القهقري.. لتنهض بخت الرضا.. أو تبعث بخت الرضا لتعود سيرتها الأولى.. منجماً أو مصنعاً.. أو معهداً.. يدفع كل عام بالمعلمين الذين هم حقاً وصدقاً.. من يصنعون التاريخ بل هم البناة الحقيقيون الذين قامت على أكتافهم كل قلاع الوطن في مختلف الضروب والمسالك والدروب. مؤمن