أنقذت الحكمة التي تحلى بها البروفيسور ازهري التجاني مؤتمرين للوطني في نيالا وكادوقلي من انقسام المرشحين ومعهم قاعدة الحزب العريضة.. تحلى د.ازهري بالصبر والتأني ورحابة الصدر في مناخ تنافسي تماهى فيه السياسي بالقبلي والعشائري بالسلطوى نحو مؤتمرات الوطني لاختيارات المرشحين سميت في غالبيتها بالممارسات المسئولة لحزب اثبت قدرته على امتصاص الصراعات الداخلية، وفي نيالا التي كان الخلاف محتدماً بين الوالي من جهة والمرشح عبد الحميد موسي كاشا، وكادت بعض الأطراف أن تفسد عرس الوطن بالتعصب الأعمى، لكن قيادات الوطن غسلت ما في النفوس بالدموع والهتاف والعناق وتعافى الحزب من آثار التنافس في غضون ساعات فقط. وذات المشهد وبحكمة د.ازهرى التجاني خرجت شورى كادوقلي بالوفاق والعناق والاتفاق، ولم يفسد مظهر الحفل وجوهره إلا نشوز المرشح أحمد صالح صلوحة، الذي هاجم الوفاق وهاجم تنازل حسين كرشوم، وصافي الدين جلال الدين، الذين ضربوا المثل والقدوة في التعالي فوق الجراحات، لكن المرشح صلوحة لم يعجبه الوفاق ويروق له الاتفاق.. هاجم قيادة المؤتمر الوطني في المركز التي وضعته في قيادة هيئة تنموية في حسابها مليارات الجنيهات لمسح دموع الحزانى والفقراء، وتعويض المسيرية خسارة ولايتهم التي ذهبت كبش فداء من أجل السلام وهاجم صلوحة أحمد هارون، ولم ينسَ بطبيعة الحال توزيع هجماته على الدكتور عيسى بشرى الذي كان حريصاً على الوفاق، وحزنا على ما يحدث من شقاق، فلماذا اختار الأستاذ صلوحة خوض معارك هوائية في مناخات الوفاق وتوحيد الناس؟ والقيادة السياسية للمؤتمر الوطني التي تنال حظها من هجوم صلوحة هي من وضعته في مكان المسؤولية، ولو قدر للمؤتمر المضي حتى مرحلة الانتخابات والأصوات لاكتشف الجميع أن انجازات هارون وحدها تهزم القبلية والمال الذي اعتمد عليه البعض في استمالة قاعدة وقيادات حزب المؤتمر الوطني بالولاية، والتي لا تشتري ولا تبيع ذمتها ولاتبدل ولاءها.. كان هارون سيثبت للجميع من التبر ومن التراب من معه الجماهير ومن يجلس في (السهلة)!!. انتهى الدرس الأول في كادوقلي وأصبح الخيار للقيادة العليا في الحزب من يخوض امتحان الجماهير القادم ولحظة انعقاد المؤتمر كانت الآلاف من جماهير كادوقلي في طريقها لحصار مقر المؤتمر، لتفرض على المؤتمرين خيارها، لكن أحمد هارون رفض وهدد بآليات السلطة لفض أي متظاهرين يطالبون ببقائه في السلطة، احتراماً للمؤسسة الحزبية وسداً لذرائع القيل والقال، حتى لايدعي البعض أن هارون استخدم قواعده حتى يبقى في السلطة، لكن البيانات التي غمرت كادقلي أمس من أحزاب معارضة ومنظمات مجتمع مدني تطالب بالإبقاء على هارون، وحدها شهادة لصالح مسيرة الشراكة والسلام والأمن الذي بسطه هارون، والمال يذهب للمشروعات من طرق وصحة بعد أن كان المال يذهب للجيوب والسماسرة، فأصبحت قيادة المؤتمر الوطني بين خيارين لا ثالث لهما..