حياة الناس بمختلف ضروبها مليئة بالمفارقات والمواقف، التي تشكل سيرتهم وتجارب حياتهم، التي أصبحت مصدر تفاعل للآخرين ومسار دهشة عند الفرح والحزن كما يقول الشاعر الفذ محجوب شريف: (يا قلبي ما تحتار.. تسرح بعيد وبعيد.. يا قلبي ما تحتار وأافراحي ما في الايد..)، فالأيام والمواقف غالباً ما تختار لنا طريقة الحياة ونحن نؤمن بذلك، فالسائق السوداني علي أبو عروض حالة نادرة، فقد عمل أبو عروض قرابة (40) عاماً سائقاً لعربته المفضلة (اللوري)، التي جاب بها أطراف السودان، تعرض خلالها للعديد من المواقف الصعبة والغريبة، نحملها في عجالة في هذا الموقف الذي جمعه ب«الأمير» متعب بن عبد العزيز، الذي منحه وثيقة تنقل داخل مدن المملكة العربية السعودية . (آخر لحظة) أجرت مقابلة قصيرة مع السائق أبو عروض وهي تقدم صورة من الوثيقة النادرة التي يحتفظ بها أبو عروض على مدى (20) عاماً أو يزيد.. قال أبو عروض دون أن يعيد تلك النظرة الشاردة.. أنا من المؤسسين لاتحاد اللواري بولاية النيل الأبيض قبل (33) عاماً، وكان معي الجيلي بلة أول رئيس للاتحاد، ومن أشهر السواقين حينها حماد ود جقو، كمال حقار، والنعيم ود موسى، عندما كانت السواقة ذوق وأدب، وأضاف أبو عروض إن من أبرز المواقف التي مرت به شحنة تهريب كادت تودي بحياته، عندما أراد تهريب (800) جوال سكر لمدينة الأبيض، وكان ذلك ممنوعاً ولكنه غير رأيه وأرجع السكر للمخازن بأم درمان، ووصلت معلومة للمباحث وتم رصد تحركات العربات التي أملكه، رغم أنها كانت محملة بالعطرون بدلاً عن السكر، وبعد كمين المباحث لم يجدوا السكر.. فقال أحد السائقين بسخرية، أبو عروض قلب السكر عطرون!! أما الموقف الثاني عندما التقيت أحد الأمراء السعوديين في رحلة صيد بريفي أم درمان ومعه عدد من العربات، انتهى وقودها فمنحته (6) جالون جاز، الأمر الذي جعله يوجه لي الدعوة لزيارة السعودية، وكانت الشهادة الأكثر فخراً لي لأنها تعبر عن كرم السودانيين، وأنني أكرمت ضيف بلادي.وقال أبو عروض الذي يشبه رجل الأعمال ود الجبل: إن بابكر حامد موسى تعلم مني لف العمة، وتربطني علاقة صداقة مع رجل الأعمال الكاردينال وعدد من الشخصيات، وأملك (22) عمة و(18) مركوب نمر، وتعلمت التجارة من أمي بالعرشكول.