دعوة أنيقة .. حروف من صفق الورود.. عبارة تسيل ألقاً.. تضوع مسكاً... كانت رجاءً.. لقاء بهيئة أركان وزارة الصحة.. لم يكتف ذاك المكتب الإعلامي الفخيم.. برقاع الدعوة.. إلا مكرماً وتكرماً.. تهذيباً واحتراماً.. أرفقها الوسيم المهذب جداً.. المحبوب كثيراً الأستاذ (خالد).. بشحنة من المفردات أنيقة العبارة بديعة المفردة.. جزلة الحروف.. وهي تنساب.. عبر الأثير.. لتستقر وادعة شاكرة بل حامدة.. على جهاز الموبايل.. مؤكداً حرصه على حضورنا.. لنكون بين أيد الدكتورة.. الأنيقة شكلاً و(هدوماً) ومضموناً.. تتوسط كزهزة البنفسج مولانا الدكتور العالم البروف (أبو عائشة) وهو على يمينها.. وكيف لا يكون يميناً وهو من ركائز (اليمين).. وعلى يسارها صديقنا الحبيب.. الذي اكتسب تلك الفلاحة والفصاحة من الصحافة.. وكان لابد أن يكون على يسارها.. ونأمل أن يظل على اليسار.. وعلى أضعف الفروض والأماني والأحلام والأمل أن تترسخ أقدامه راكزة.. في مربعات (الوسط).. فنحن نخشى عليه من الاستقطاب كونه (وسط) (جماعة) يستطيعون.. في يسر أن يستقطبوا حتى (لينين) (ذاتو).. وأُطفئت الأنوار.. وبدأ الفيلم.. بل بدأ الإبحار.. ووزارة الصحة.. التي تحسن جيداً الاحتفاء بالإعلام.. والتي توقر رموزه وأفراده في كرمٍ وضيافة.. وقبل الضيافة والاحترام.. تقابل (الإعلام) بابتسامات بعرض وطن.. فكان لابد أن تمتليء المقاعد.. حتى آخر (ملة)، لم يتخلف عن تلك الجلسة أحد.. ولم يغب عن ذاك التنوير فردٌ.. أكتب.. متأخراً جداً.. لأسباب خاصة جداً.. ولكن يبقى العزاء.. هو إن رفاقي من الإعلاميين لم يتركوا شاردة ولا واردة.. اصطادوا كل الحروف العلمية الطبية التي طارت في فضاء القاعة.. منطلقة من أقفاص صدور الدكتورة تابيتا.. والبروف أبو عائشة والدكتور الصديق الوديع.. كمال الوكيل.. اصطادوها حرفاً... حرفاً.. أدهشتني قيادة الوزارة الثالوثية حد الطرب.. والقيادة.. تنثر المعلومة الموثقة.. المتحضرة المهنية.. بعيداً.. بعيداً.. عن صخب السياسة ودهاليزها المخيفة المتعرجة.. حديث بالأرقام.. اعتراف في شجاعة بالمعوقات وحتى الاخفاقات.. اعتراف باهر وباهظ.. لا يصدر إلا من قادة يعرفون أقدار أنفسهم.. يعرفون امكانيات بلادهم.. يعرفون العجز في الكادر التمريضي.. يقولون في عقل ورجاحة واتزان.. إن القول بأن الحال (الصحي).. لن يكون مئة بالمئة.. ونحن نعرف ذلك وندرك.. إن هذه النسبة والدرجة الكاملة.. لا تتوفر ولا تتحقق حتى في ( لندن كلينك).. ولا حتى في (هارلي استريت).. ثم.. إني أكثر الناس بخلاً بوقتي.. بل أنا بخيل حد الشح.. بحروف وكلمات الإشادة.. أجد صعوبة بالغة في الإطراء.. وأجد استحالة ترقى إلى مستوى المستحيل في الإشادة والإعجاب.. ولكن.. ولمشاهداتي.. ول ( حوامتي) الدائمة والمستديمة.. في كل مرافق وزارة الصحة الاتحادية العلاجية.. أقر واعترف، وأبصم بالعشرة.. ولو كنت أملك أكثر من عشر (بصمات) لفعلت.. أبصم أن هناك نقلة نوعية شاسعة.. وبهيجة.. بهيرة.. بل مترفة في تلك المرافق، قياساً بالذي كان سائداً قبل.. وأيضاً أجد صعوبة بالغة بالاعتراف.. ولكني الآن أعترف.. إن المستشفيات الحكومية.. وفي عهد.. تابيتا، أبو عائشة، وكمال.. تخطو مسرعة نحو التجويد.. ولا أبالغ إن قلت.. أنها- أي المستشفيات الحكومية- قد سحبت البساط تماماً من تحت أقدام كل-أقول كل- لا أستثني مستوصفاً ودعوني.. أحني قامتي.. وهامتي إجلالاً.. لكل العاملين بوزارة الصحة.. من الوزير وحتى الغفير.. ودعوني أمشي حافياً.. احتراماً وعرفاناً لكوكبة الأطباء والممرضين والممرضات.. وهم يصنعون المستحيل.. يردمون الهوة الواسعة بين الأمل والعمل.. بين الحلم والممكن.. بين الواقع والمستحيل.. لكم.. وللوطن.. وللشعب.. وافر الصحة.