في مناسبة احتفال تكريمي بالمخرج الصحفي الكبير محمد خير كباشي أحد اركان الإخراج في الصحف السعودية ، كنا شلة من العاملين في مهنة المتاعب ، مصطفى الضو ، عبد الله عباس عبد الرازق ، ابراهيم شالنتو ، احمد سكوتي ، مختار العوض ، المشاغب المفلوت ياسر عبد الفتاح ، عادل بشرى وعثمان عبد الله عبد القادر وغيرهم وفي عز الجلسة همس صاحبنا الضو في أذني ان كل من كتب سطرا في السودان يمكنه ان ينضم إلى قبيلة الصحافيين وان المسألة تتطلب فرملة هذا السيناريو خصوصا وان هناك مغتربين لا يعملون في مهنة المتاعب يحملون بطاقة ( صحفي ) ويتحدثون باسم الصحافيين السودانيين رغم أنهم لا يعرفون الواو من كوز الذرة في هذه المهنة بينما الكثير من أصحاب الوجعة ليست لديهم بطاقات وغير محسوبين ضمن كوادر العمل الصحفي ، كما تحدث الضو عن ضرورة التفريق بين كتاب أعمدة الرأي والصحافيين المهنيين ، وهؤلاء اقصد المهنيين هم أصحاب الوجعة الحقيقية ، فالصحافي الراكض تحت الشمس والباحث عن المعلومة هو من يحق له ان يطلق عليه لقب صحافي ، أما كاتب العمود فقد لا يكون بالضرورة مهنيا كما انه ليس بالضرورة ان يكون عاملا في مجال مهنة المتاعب ، طبعا كلام صاحبنا الضو في محله ، فليس كل كاتب عمود مبدع يمكن ان يكون صحافيا ، واقطع ضراعي واخرس لساني ان هناك بعض كتاب الأعمدة الذين عليهم القيمة لا يمكن للواحد منهم كتابة تقرير أو استطلاع أو حتى خبر ناهيكم عن التحقيقات الساخنة ، على فكرة ارجو من الصائدين في المياه العكرة عدم تأويل المسائل فالعبد لله لا يقصد كاتب عمود بعينه إنما الحديث في المطلق ، بالمناسبة الفرق بين كاتب العمود والصحافي المهني على سن ورمح تعيدني إلى كواليس الصحافة السودانية والتي لازالت صحافة الحدث ( البايت ) فكم نحن في السودان بحاجة ماسة إلى صحافة الخدمات ، الصحافة التي تهتم بالمواطن المسحوق والمغلوب على أمره ، فالأخبار والأحداث الساخنة يمكن ان يستقيها المتلقي من المحطات الفضائية سواء كانت أجنبية أو سودانية ، على فكرة من هنا أقدم التهنئة لصاحب (الوطن ) سيد احمد خليفة لان 75 في المائة من مواد صحيفة الوطن وفقا لقوله تندرج تحت بند الخدمات فسيد خليفة كما يسمه أحبته وأصدقاؤه في السعودية يعرف مدى أهمية صحافة الخدمات حيث عمل من قبل مع تشكيلات مصغرة من الجامعة العربية ، بقي شيء آخر الأخبار يا جماعة الخير في الصحافة السودانية متشابهة وذات مصدر واحد ، كم أتمنى ان تكون لدينا أخبار مصنوعة ، أخبار غير متداولة على وكالات الأنباء ولا محطات التلفزة ، كما هو الحال لصحيفة كريستيان مونيتور الأمريكية المتخصصة في صناعة الخبر فجميع المواد التي تنشر بهذه الصحيفة تخصها وحدها ولا تنشر في الصحف الأمريكية الأخرى ، ودي ان تكون لدينا ولو صحيفة واحدة تمتلك مثل هذه المبادرة لتكون جميع أخبارها مصنوعة بعيدة كل البعد عن الأحداث (البايته) وعن صاحبنا الديناصور قصدي وكالة السودان للأنباء .