كنت أتمنى أن يأتي اليوم الذي تقوم فيه الشرطة السودانية بتكريم الصحفية «الرقم» نجاة صالح شرف الدين بدلاً من إهانتها على هذا النحو الذي قرأناه أمس في عمود صديقنا الصحفي مبارك البلال «الكلام الساخن» بالزميلة «الدار». نجاة صالح صحفية لامعة وحفرت اسمها في عالم الصحافة السودانية بجدها واجتهادها.. وإخلاصها للمهنة ولعملها الذي تعشقه حد التطرف.. لقد عملت نجاة في الصحافة وأعطتها كل ما تحتاجه هذه المهنة من الصدق والتجرد ونكران الذات وجسدت الشعار الذي يرفعه كل صحفي «مهنة البحث عن المتاعب»! كنا نتمنى أن تجد التكريم اللائق بعد كل هذه السنوات الطوال والتي بدأت منذ الثمانينيات في بلاط صاحبة الجلالة. وفي دوائر الشرطة بالتحديد حيث عرفتها وزارة الداخلية وأقسام الشرطة ومسارح الجريمة و«المشارح» والسجون.. صحفية نشطة ومثابرة وتؤمن بأهمية الدور والعلاقة الحتمية بين الشرطة والصحافة والتكامل المشترك نحو رسالة سامية تتعلق بأمن الوطن والمواطن واستقراره ومكافحة الجريمة والإجرام. لقد كتبت نجاة أمس في الكلام الساخن لمبارك البلال في الزميلة الدار حول ما تعرضت له من مضايقات من أحد ضباط الشرطة عندما ذهبت لتأدية واجبها المهني المعروف في تغطية أحداث غرق الزورق النيلي في الأيام الماضية وقالت إنها عوملت وعدد من الصحفيين بصورة غير لائقة وقالت «كان نصيبي من تلك المعاملة العنف ودفعي إلى خلف موقع الحدث بل وصل الأمر.. بأنني قد تعرضت إلى إساءة وإهانة بالغة من قبل أحد ضباط الشرطة برتبة ملازم وكان من ضمن القوات المرابطة هناك حيث أمر الجنود الذين كانوا مرابطين في موقع الحدث حيث قال بلهجة تنم عن الاستهتار والاستفزاز (تعاملوا معها بعنف وإذا قلت أدبها اضربوها)..» هذا جزء يسير مما كتبته نجاة صالح في الدار أمس وأكدته لي أمس بنفسها و(الدموع) في عينيها وهي تحكي هذه الواقعة والتي نحن على ثقة في أنها ستتكرر مع أي صحفي إن لم تجد المعالجة المناسبة. نحن نقدر الشرطة تماماً ونحتفظ لها بسجل وافر من الرقي في التعامل مع الصحافة خصوصاً قيادات الشرطة العليا وضباطها الكرام «العظام» الذين بعلمهم وخبرتهم وكفاءتهم وتاريخهم الأبيض الناصع الذي نفتخر به يعرفون ما هي الصحافة؟ وما هو دورها المكمل للشرطة ويكفي أن الداخلية تملك مؤسسة صحفية مكتملة «الإعداد والوظيفة» وهو المكتب الصحفي الذي يقدم خدمة كبيرة ويسد ثغرة هائلة في هذا المجال. ويوجد بين ظهرانينا في العديد من الصحف أقلام شرطية كبيرة ومقدرة تحمل معنى هم قيادة الرأي العام وتبصيره بكل ما يدور حوله من مشكلات ومعوقات كل هذا يجعلنا في اطمئنان شديد بأن الأستاذة الصحفية «اللواء صحافة» نجاة صالح ستجد الإنصاف من شرطة السودان.. ولن تمر هذه الواقعة مرور الكرام!