فى كتاب صدر لى مؤخرا عن المنظمات فى دارفور ودورها فى صناعة الأزمة تناولت جانبا من الأدوار القذرة التى ظلت تلعبها المنظمات وتتغلغل عبرها الى مفاصل الدول ومجتمعاتها وهى تنخر مثل السوس تستهدف اعضاء بعيدة داخل جسد كل دولة من الدول تتعرض لموجات من «ذباب» المنظمات فهى ترسم اهدافا انسانية تجد سندا وتعاطفا من المجتمع الدولى ومن ثم تبدأ الزحف بخطوات محسوبة نحو الأهداف البعيدة تغفل كل مغفل ولاتسترعى انتباهة كل جاهل. فى ظرف مثل الظرف الذى تمر به بلادنا الأن تعرضت يوغسلافيا فى وقت سابق لحملة استخبارية قذرة تحت مسمى«الترويج للديمقراطية فى يوغسلافيا»لتخدم هذه الحملة مشروع تفكيك يوغسلافيا الى دويلات و هذا ما نجحت فيه«C.I.A»لاحقا و بتنسيق مع أجهزة مخابرات اوروبية. أفرجت قبل عدة أعوام السلطات الأمريكية عن وثيقة صنفت سابقا على أنها معلومات أمن قومى سرى جدا/ أى كشف غير مصرح به يعرض صاحبه لعقوبات قانونية، وتحتوى الوثيقة على مقدمة تطاب فيها «C.I.A»برفع التمويل لحملة تفكيك يوغسلافيا من «15» مليون دولار الى «35» مليون دولار ، و العمل على حث المنظمات غير الحكومية الامريكية و الاوروبية على زيادة حضورها فى يوغسلافيا وان يتم التركيز على تنمية جيل جديد من القادة يضطلع بتنفيذ الاستراتيجية الجديدة. حرصت الوثيقة على توزيع المبلغ على عدد من المجالات قبل قيام الانتخابات لتصرف على برامج تضطلع بها وهى الإعلام المفتوح ويحصل على عشرة ملايين دولار والمنظمات خمسة ملايين دولار والنقابات العمالية مليون دولار والقضاء مليون دولار والأحزاب السياسية عشرة مليون دولار واللجان الإنتخابية مليون دولار والمنظمات الشبابية مليون دولار وختمت الوثيقة بضرورة تأسيس شبكة مشورة دولية لدعم هذه الإستراتيجية وعقد لقاءات لمجموعة متبرعين دوليين.