في كتاب صدر لي مؤخراً عن المنظمات في دارفور ودورها في صناعة الأزمة تناولت جانباً من الأدوار القذرة التي ظلت تلعبها المنظمات وتتغلغل عبرها الى مفاصل الدول ومجتمعاتها وهي تنخر مثل السوس تستهدف اعضاء بعيدة داخل جسد كل دولة من الدول تتعرض لموجات من (ذباب) المنظمات فهي ترسم أهدافاً انسانية تجد سنداً وتعاطفاً من المجتمع الدولي ومن ثم تبدأ الزحف بخطوات محسوبة نحو الأهداف البعيدة تغفل كل مغفل ولا تسترعى انتباهة كل جاهل. في ظرف مثل الظرف الذي تمر به بلادنا الآن تعرضت يوغسلافيا في وقت سابق لحملة استخبارية قذرة تحت مسمى (الترويج للديمقراطية في يوغسلافيا) لتخدم هذه الحملة مشروع تفكيك يوغسلافيا الى دويلات وهذا ما نجحت فيه (C.I.A) برفع التمويل لحملة تفكيك يوغسلافيا من (15) مليون دولار الى (35) مليون دولار، والعمل على حث المنظمات غير الحكومية الامريكية والاوروبية على زيادة حضورها في يوغسلافيا وان يتم التركيز على تنمية جيل جديد من القادة يضطلع بتنفيذ الاستراتيجية الجديدة. حرصت الوثيقة على توزيع المبلغ على عدد من المجالات قبل قيام الانتخابات لتصرف على برامج تضطلع بها وهي الاعلام المفتوح ويحصل على عشرة ملايين دولار والمنظمات خمسة ملايين دولار والنقابات العمالية مليون دولار والقضاء مليون دولار والاحزاب السياسية عشرة مليون دولار واللجان الانتخابية مليون دولار والمنظمات الشبابية مليون دولار وختمت الوثيقة بضرورة تأسيس شبكة مشورة دولية لدعم هذه الاستراتيجية وعقد لقاءات لمجموعة متبرعين دوليين. في هذه الأيام تتواتر الوفود الزائرة من ماركة (البارونات) وتنعقد اللقاءات تحت ستر الظلام وينسج الزائر الاجنبي والغافل الوطني خيوط المؤامرة، وبعد أن تستقر داخل دماغ الغافل، ينهض الزائر واقفاً ويخطو مغادراً وقد نسى حقيبته دون أن ينبهه الغافل وقد أدركت نظراته إيماءة لطيفة من الزائر الكريم... نقلاً عن صحيفة آخر لحظة السودانية 14/1/2010م