الترشيحات المفاجئة التي أعلنتها الحركة الشعبية بتسمية مرشحيها للانتخابات الرئاسية، السيد عرمان واختيار الفريق أول سلفا لانتخابات رئاسة حكومة الجنوب.. كانت بمثابة حجر ألقي على بركة الانتخابات الساكنة.. ومن زاوية أخرى تأثير رصاصة الرحمة التي أطلقت على أحزاب مؤتمر جوبا، وبهذه الترشيحات غير المتوقعة فإن مؤتمر الأحزاب السياسية أو ما يسمى بمؤتمر جوبا، تصبح مقرراته التي أصدرها حبراً على ورق، بل أعتبرت في نظر المهتمين بالشأن السياسي الداخلي ممارسة سياسية ذكية للحركة الشعبية التي قفزت خارج الأسوار وباعت نظراءها من الأحزاب التي تعارض المؤتمر الوطني بتكلفة المنصرفات للأيام التي استغرقها المؤتمر الجامع لهم بمدينة جوبا. الآن هناك ربكة وعدم وضوح رؤية في الشارع السوداني بترشيحات الحركة الشعبية.. ولم يضع أحد في الحسبان أن تجيء مسميات المرشحين عرمان للرئاسة وسلفا للجنوب، وهذا يطرح سؤال.. هل هذه الترشيحات تدعم الوحدة أم تكرس الانفصال.. وماذا يعني تصريحات عرمان بأنه سيفوز برئاسة الجمهورية بأغلبية مريحة.. واذا ثمنا تصريح عرمان نجده مناقضاً لتصريحاته السابقة.. عن غياب الديمقراطية وغياب الرأي والرأي الآخر واستئثار المؤتمر الوطني بكل المزايا والإمكانات بالدولة.. ومن جانب آخر يمكن لنا أن نقول حسب تصريح عرمان، معنى ذلك أن الحركة الشعبية ضمنت أصوات كافة الجنوبيين بالجنوب والشمال اذا الاعتراض على التعداد السكاني وتقسيم الدوائر الجغرافية دعوة عارية من الصحة.. ترشيح الفريق أول سلفا لرئاسة حكومة الجنوب أمر طبيعي لا غبار عليه، وإن كان يشتم من هذا الترشيح أن سلفا ربما يتجه إلى جعل الجنوب دولة مستقلة مستقبلاً، وهذا الإتجاه يحمل بين ثناياه مخاطر عديدة، منها ماذا سيفعل حزب الحركة الشعبية الحزب الجنوبي الذي يضم في عضويته الغالبية من الجنوبيين بالنظر في الأحزاب السياسية الجنوبية الأخرى.. هناك مشاكل تجب معالجتها قبل الإعلان عن الدولة الوحيدة.. وأهمها الخلافات القبلية والوزن القبلي والعددية.. وهناك مشكلة أخرى جذوة متقدة لم تشتعل بعد، هناك أعداد كبيرة من الكوادر الجنوبية المؤهلة وكلهم من خريجي الجامعات، معظمهم ينتمي إلى قبائل صغيرة.. ما وضعهم في الحراك السياسي الجديد وعند الاستفتاء على حق تقرير المصير؟..