* الحركة قالت: إن المؤتمر علق الحوار معها..! والمؤتمر قال: إن الانتخابات قائمة سواء شاركت الحركة أو قاطعت.. والقوى السياسية التي تضم الحركة الشعبية، والتي هي «منشار»، طالع ياكل، نازل ياكل.. والأمة (1) والأمة (2) وحزب البعث الأصل، ومعاهم حركة مناوي، حذروا من مخاطر قيام الانتخابات في دارفور، وقالوا: إن ذلك يحدث كارثة تتجاوز حدود الإقليم. هذه أمثلة بسيطة لبعض تصريحات وحراك الساحة السياسية، وهي مؤشر إلى أن لغة الحوار في طريقها للارتفاع، ارتفاع درجة الحرارة في النقاش، وجزء من طبيعة النفس السودانية قريبة من هذا «الفعل»، يرتفع النقاش، ويكثر الكلام، ويسخن الجو، ثم يرفع كل متحدث عقيرته، وبعد ذلك عصاه، ويدخل الحجاز، الذي في الغالب يأخذ عكاز، ثم يدخل «الأجاويد»؟ ولكن هل ينفع الأجاويد في مثل هذه الحالات.. لا أظن، وهذا ما نريده ونعنيه بهذه الكلمات، التي نريدها رسالة تحذير، فنفس - بفتح الحروف الثلاثة الأولى- الناس بدأ يطلع، والمعارك الصغيرة بدأت في الظهور، وربما تتطور الأمور هنا وهناك، فالإظلام يبدأ «بإطفاء» لمبة واحدة، ثم ثانية وثالثة، حتى يعم الظلام الكامل، الآن نرى لمبة أو لمبتين «طافيات»، والمطلوب إحضار «كهربجي» على وجه السرعة لإصلاحها، ومن ثم التأكد من كل الدائرة الكهربائية في السودان بأنها شغالة و(مولعة)، وبأن الجميع يريدون الحفاظ على السودان «مضاء»، و«مستقراً»، «فليس في شرعتنا» من يريد إغراق البلاد في ظلام الاقتتال والخراب والدمار. النفس حار بين الشريكين، وهما صمام الأمان لاتفاقية السلام التي من نتائجها وبنودها المهمة هذه الانتخابات، التي يستعد لها الجميع، فلا بد من الحوار بين الشريكين، ولا يجب تعليقه مهما كانت الأسباب، «فالبديل» غير موجود، وغير متوفر، ولا أحد يرغب فيه، فقد جرب الجميع (البندقية)، ولم تنتج سوى الخراب والدمار. نعم ليس هناك غير طريق الحوار وتوسيع مواعين الخطاب السياسي، الذي يجب أن يسع الجميع.. البلاد ليست في حاجة لكل هذه(الروح الشريرة) من الطمع والجشع الحزبي و(الشخصي) التي بدأت تطل برؤوسها في معركة الانتخابات.. البلاد ليست في حاجة سوى لحكماء وعقلاء، مهمتهم منع تسرب الماء داخل المركب، و«يحلنا الحل بلة»..!!