* طلب المدرب الجزائري ..رابح سعدان من لاعبيه وهم مقبلون على أداء مباراة فاصلة أمام ساحل العاج ..أن يمتعوا أنفسهم بلعب كرة القدم.. ويمتعوا المشاهدين ولا يهم ما تنتهي إليه نتيجة اللقاء! * ولم يكن رابح سعدان يرمي إلى الخذلان.. وتحريض لاعبيه على التراخي، إنما كان يبحث عن مكامن الراحة في نفوس لاعبيه، وأن يبعد عنهم التوتر المصاحب لمثل هذه المباريات! * الخصم لم يكن خصماً سهلاً ..حتى يطلب سعدان من لاعبيه اللعب من أجل الإمتاع ..وعدم الاكتراث إلى نتيجة المباراة ..ولكن كان ذلك مدخل رابح سعدان لإستنهاض همة لاعبيه! * وصراحة كنت أقف في صف المنتظرين خروج الجزائر على يد أفيال ساحل العاج..لأنني أيضاً..رشحت المنتخب العاجي للتوشح بذهب البطولة منذ أن أعلن عن تشكيل المنتخب!! *بدأت الجولة ..وظهر أن لاعبي الجزائر يعملون بنصيحة مدربهم ..وأنهم لا يبالون بما يحدث من متقلبات ..فقط عليهم تقديم أقصى ما لديهم من إمكانات ..وطاقة من أجل تحقيق نتيجة جيدة ..بغض الطرف عن التقدم في البطولة أو الخروج منها! * وعندما تقدم المنتخب العاجي بهدف الدقائق الأولى أيقنت مع الجميع أن الجزائر في طريقها إلى بوابة الوداع ..وأن المنتخب العاجي يحافظ على وضعه على قائمة الترشح لخطف اللقب القاري الكبير! * ولكن كان للاعبي الجزائر كلمة أخرى ..وقبل أن يكتمل الشوط الأول ..عاد المنتخب الجزائري إلى أجواء اللعب بهدف بديع ..لتتساوى الكفتين ..وبالتالي يتساوى الطموح .. * وفي الشوط الثاني ..إرتفع الطموح الجزائري .. وفاق طموح العاجي ..فكانت نتيجة الشوط مشابهة لما إنتهى عليه الشوط الأول ليكون التفوق الجزائري في النصف الأول المضاف ..وحافظوا عليه ..حتى النهاية! * أمتع لاعبو الجزائر أنفسهم ..ومتعوا المشاهدين بفرض الإثارة على اللقاء منذ بدايته وحتى نهايته ..بل كان في مقدورهم إحراز نتيجة تأريخية ..ولكن يبدو أن هناك قليل من التوتر لم يستطع سعدان إزالته ..مما قاد إلى إهدار فرص سهلة! * يرجع الفضل في تحقيق هذه النتيجة ..إلى المدرب الشاطر رابح سعدان ..بمثل ما يعود إليه الفضل في بث الروح بجسد المنتخب الجزائري في التصفيات المؤهلة إلى أمم أفريقيا الحالية وكأس العالم وإعادة محاربي الصحراء إلى الواجهة من جديد. * كما أن نتيجة افتتاح البطولة بالنسبة للمنتخب الجزائري كانت صاعقة ..حيث خسر المنتخب من منتخب ملاوي وبثلاثية ..مما قاد إلى حرب شرسة من قبل الإعلام الجزائري ضد رابح سعدان! * وبعزيمة الأبطال ..أعاد سعدان لاعبيه إلى أجواء البطولة وقادهم إلى الدور نصف النهائي ..بدلاً من ترشحهم إلى مغادرة البطولة من دورها الأول ..بل بات المنتخب الجزائري مرشحاً للتقدم أكثر في البطولة وربما التوشح بذهبها!! * وهناك ثمة مقارنة (مضحكة) بين رابح سعدان ..ومدرب منتخبنا الوطني المستقيل ..إستيفن غستانتين..حيث إشتبك الرجلان مع الإعلام الرياضي هنا وهناك ..وفترت العلاقة بين الجانبين لدرجة يمكن أن نصفها بمرحلة العداء المتبادل! * وجد سعدان حماية من رئيس الإتحاد الجزائري ..محمد راوراوة ...ودافع عنه دفاع المستميت ووقف معه في وجه الرياح والأعاصير الإعلامية ..ولم يخذله رابح! * في ذات الوقت ..وقف الدكتور كمال شداد بجانب مدربه إستيفن في وجه الإعلام ..ولم ينل غير الإحباط والخذلان ..وأخيراً تقديم إستقالة لا رجعة فيها!