من هو صاحب هذه العبارة: يصنع الشعب السوداني الثورة، ويغني لها الشيوعيون، ويحكمنا السيدان؟ هل هو الدكتور كمال عبدالقادر، صاحب عمود (كلامات)، الذي أخذته الوزارة «عنوة» و«ظلماً» من دنيا الكتابة والإبداع، أم شخص آخر؟! أنا في انتظار تنشيط الذاكرة؟! المهم، تذكرت هذه العبارة ونحن نتناقش في خبر أوردته آخر لحظة قبل يومين، حول تنسيق، قيل إنه سيتم في الولاية الشمالية بين حزبي الأمة والاتحادي للتنسيق في الدوائر الانتخابية. ولأن الموسم ليس «دميرة»، ولكن انتخابات، فإن أحد الأصدقاء الذين ينشطون هذه الأيام في صناعة التحليلات السياسية، قال: الجماعة ديل ناوين تاني على الحكومة الائتلافية؟، ولكني لم أدعه يكمل كلامه، وقلت له: طلع هذه الجملة من (خشمك)، فال الله ولا فالك، استغرب الرجل، ولكنني قلت له، وأقول لكم: السودان ليس في حاجة شلإنتاج الأزمة من جديد. أزمة تجارب الحكم الفاشلة!! لقد جرب السودان الحكم الديمقراطي، ولكنه يفشل دائماً بالحكومات الائتلافية، التي سرعان ما تتنكر لبرامجها وشعاراتها، عندما تصل لسدة الحكم، وتبدأ لعبة الخلافات، والصراعات، و«التوازنات» «الحزبية»، و«القبلية»، و«الطائفية» البغيضة، وكل الديمقراطيات في السودان «أطاح» بها العسكر، و«دهستها» جنازير الدبابات؛ بسبب ألاعيب الحكومات الائتلافية.. لقد كانت التجربة الديمقراطية على مرّ تاريخها في السودان سيئة الحظ بسبب لعبة الائتلاف.. الشعب السوداني -ولا نعرف السبب حتى الآن- لم يفوض حزباً واحداً لحكمه، وعندما يفرغ الناس من عد الأصوات، يفاجأون بهذه النتيجة «البائسة».. لا يحصل حزب واحد على النصاب الذي يؤهله لتشكيل الحكومة بمفرده، ثم يقوم بتنفيذ برنامجه الذي بموجبه انتخبته الجماهير. ثم تبدأ بعد ذلك تفصيل «القميص» على هذا او ذاك أو تقسيم «الكعكعة» بين هذه وتلك من «البيوتات» والقبائل أو الاطماع والمصالح الشخصية. دعونا «ندعو» جميعاً ألا تعود حكومات الائتلاف مرة أخرى -يقول سيدنا عمر: الجيش تهزمه ذنوبه- والتجارب الائتلافية تحمل دائماً ذنوبها في أحشائها، ويكفي التجربة الديمقراطية الأخيرة «بتوضيحاتها» فأفضل لنا أي تجربة حكم في الدنيا، ولا تجارب الائتلاف، خصوصاً تلك التي اسمها حكومة «السيدين»......!