مازال جنرالات وقادة اسرائيل يواصلون اطلاق التهديدات شبه اليومية للبنان والمقاومة من دون اي سبب يذكر، سوى وجود المقاومة، وتأكيدها على انها تمثل توازن الرعب في مواجهته اطماع العدو وعدوانيته ،بعد ان ثبت بالتجربة خلال عدوان العام 2006 ان قادة الاحتلال لم يعد بمقدورهم القيام بالحروب عندما يجدون في ذلك مصلحة لتوسع هذا الكيان المغتصب، وبدا واضحا من خلال ما توفر من معلومات لدى مصادر دبلوماسية مطلعة في بيروت ان امكانية حصول العدوان موازية لصعوبة حصوله. وتعتقد المصادر الديبلوماسية ان التهديد الاسرائيلي بالعدوان ضد لبنان ليس اكثر من مناورات ،على الاقل في هذه الفترة، وان كان اصلا لا يستطيع الحسم بأن قادة العدو وجنرالاته لن يقدموا على مغامرة عسكرية، لأن العقل الاسرائيلي قائم على العدوان والحروب وفي حال حصول ذلك فلن يكون بمقدور الاسرائىلي الخروج من الحرب كما دخلها.وتشير المعلومات والتقارير الواردة الى المسؤولين والمعنيين في العاصمة اللبنانيةالى ان الاحتمالين المذكورين قائمان في امكانية حصول عدوان ضد لبنان حيث تلاحظ المصادر الدبلوماسية ان هناك اكثر من سبب قد يدفع للعدوان اهمها: أولا : فشل كل المساعي والمبادرات التي تقوم بها الادارة الاميركية ،بشكل خاص، وبعض العواصمالغربية عموماً، في تحريك مساعي التسوية وتحديداً على المسار الفلسطيني- الاسرائيلي، وذلك لضعف ادارة الرئيس الاميركي بارك اوباما، وعدم قدرته على فرض بعض الشروط على اسرائيل لتحريك التسوية من جهة واندفاع حكومة الصهاينة المتطرفين في اسرائيل نحو مزيد من التشدد والعنصرية. ثانيا : ان ضعف الادارة الاميركية قد يسهل حصول العدوان على لبنان، اما لعدم قدرة هذه الادارة على منع اسرائيل من ذلك، واما لوجود بعض المحافظين الجدد في داخل الادارة الاميركية يدفعون باتجاه العدوان لاعتقادهم ان تحقيق العدو لانجاز ما سيؤدي الى فرض الشروط التي تريدها كل من تل ابيب وواشنطن على المفاوض العربي للسير بالتسوية وفقاً لرغبة العاصمتين. ثالثا : وجود رغبة لدى بعض الانظمة العربية لتكرار عدوان العام 2006، بحيث يراهنون على امكانية تحقيق العدو لانتصار ولو محدود ضد المقاومة حتى تسير امور المنطقة على ايقاع رغبات هذه الانظمة التي تتحرك وفق الاجندة الاميركية والاسرائيلية للحفاظ على مواقعها. رابعا : ما ظهر من الموقف الفرنسي مؤخراً ، ولاسيما خلال زيارة رئيس الحكومة اللبنانيةسعد الحريري الى باريس، حيث لم ينف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امكانية حصول العدوان لعدم قدرته على ضمان منع حصوله. ويأتي في احتمالات عدم حصول العدوان، فان المصادر الدبلوماسية تلاحظ ان هناك عناصر معاكسة من شأنها ان تحول دون قيام العدو بهذا العدوان وابرزها: 1 : ان هناك مبالغة كبيرة لدى قادة العدو في الحديث المستمر عن التهديد بالعدوان ضد لبنان، وهذه المبالغة لها علاقة بالواقع الداخلي في اسرائيل. : ان اسرائيل لا تضمن نتائج اي حرب قد تغامر بها ضد لبنان ،سواء من حيث النتائج في هذه الحرب مع المقاومة في لبنان، وربما ايضاً عدم القدرة على حصرها بالساحة اللبنانية،وبالتالي فمثل هذه الحرب قد تتوسع على ساحات اخرى ،ولاسيما اذا ما حاولت اسرائيل تهديد الجبهة السورية عبر استهداف منطقة البقاع. : إن قادة العدو الصهيوني يدركون مدى النتائج الكارثية لهكذا عدوان ،ليس فقط على الجيش الاسرائيلي الذي سيدفع اثماناً كبيرة من الصعب تحملها، بل ايضا على المجتمع الاسرائيلي الداخلي، لان المقاومة اللبنانية سترد بكل الامكانيات المتوفرة لديها لضرب هذا الداخل ردا على استهداف من المناطق السكنية والبنى التحتية التي في وقت يعلن قادة العدو الصهيوني ان الحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية اي تهديد للجبهة الشمالية، وهذا يعني التعرض للبنى التحتية اللبنانية وعندها ستكون المقاومة مضطرة للرد على هذا القصف باستهداف ما بعد بعد حيفا وراءه ما بعد تل ابيب. * مراسل اخرلحظة -دمشق- سوريا