انطلاقا من الاوضاع المتفجرة في الشرق الاوسط ،والمنطقة بكاملها، تؤكد المصادر الدبلوماسية المطلعة ان الوضع الاقليمي مرشح لان يذهب نحو خيارات صعبة في الاشهر المقبلة، مما يجعل كل الاحتمالات مفتوحة، وفي الدرجة الاولى احتمالات الحروب في اكثر من جبهة ، ولاسيما ان لا مؤشرات لحصول انفراجات او تسويات في المناطق الساخنة، بدءا من الوضع في الشرق الاوسط نتيجة تعاطي المجتمع الدولي مع اسرائيل على انها فوق القانون، ومرورا بالوضع في العراق الذي ما زال مفتوحا في كل الاحتمالات ، وصولا الى التعاطي الدولي مع الملف النووي الايراني، بالاضافة الى التطورات المتسارعة التي تحصل في المنطقة ولاسيما على مستوى ما يبدو الحراك الدولي لرفع الحصار عن قطاع غزة، وما نتج من هذا التحرك بعد الاعتداء الاسرائيلي على اسطول الحرية من ضغوط دولية باتجاه الكيان الصهيوني، ولاحقا الاندفاع الاميركي لفرض العقوبات على ايران، تطرح الكثير من المخاوف حول ما يمكن ان تذهب اليه الاوضاع في المنطقة، سواء احتمال قيام اسرائيل بمحاولة جديدة للهروب الى الامام من خلال اللجوء الى عدوان عسكري باتجاه لبنان او سورية او حتى ايران، مصادر ديبلوماسية متابعة ترى أن ما حصل باتجاه قطاع غزة من جهة، والعقوبات على ايران من جهة ثانية، ستكون له تداعيات في المرحلة المقبلة في اكثر من ساحة وموقع، ولاسيما مع تزايد منطق التطرف لدى قادة الكيان الصهيوني الأكثر تطرفا وعدوانية، وبذلك تضع المصادر اكثر من »سيناريو« محتمل على صعيد المنطقة في الاشهر المقبلة كالآتي: أولا :ان الوضع الذي استجد بعد جريمة اسطول الحرية، وانكشاف ارهاب اسرائيل امام العالم، وصولا الى تزايد الضغوط الدولية على تل ابيب لرفع الحصار عن قطاع غزة، ولذلك تقول المصادر الديبلوماسية انه مع تنامي الحركة الدولية بمضمونها السياسي والانساني، بما في ذلك الاستعدادات لتسيير قوافل جديدة لرفع الحصار عن غزة، قد تدفع اسرائيل للهروب الى الامام في سبيل قطع الطريق على هذا الحراك الدولي من جهة، ونسف مساعي التسوية الاميركية من جهة ثانية، وتاليا محاولة القيام بعمل عسكري ضد بعض الساحات المحيطة بها، وبالدرجة الاولى باتجاه الساحة اللبنانية ، ولاسيما ان توازن الرعب الاستراتيجي الذي فرضته المقاومة في لبنان كانت له تأثيرات كبيرة في تحريك المجتمعين العربي والدولي في سبيل رفع الحصار عن غزة والتمسك بالحقوق العربية بدءا من قيام دولة فلسطينية ذات مواصفات كاملة. ثانيا :ان العقوبات التي لجأت اليها الولاياتالمتحدة والغرب ضد ايران ستكون لها تأثيرات سلبية خطرة بكل الوضع في المنطقة، وهذا ما قد يؤدي في مرحلة لاحقة الى تفجيرات وحروب في اتجاهين: الاتجاه الاول : ان تحصل احتكاكات عسكرية ما بين الاساطيل العسكرية الاميركية والبحرية الايرانية على خلفية قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية بتفتيش السفن التجارية الايرانية، او المتجهة الى ايران، وبالتالي فان مسألة تفتيش السفن هي كبرميل بارود قابل للانفجار في اي لحظة. الاتجاه الثاني :ان تلجأ اسرائيل الى القيام بعمل عسكري ضد مراكز تخصيب اليورانيوم في ايران، ولاسيما ان العقوبات الغربية قد تشجع المتطرفين في الادارة الاميركية على اعطاء الضوء الاخضر لاسرائيل للقيام بعدوان، بعكس ما سعت الى ترويجه ادارة الرئيس باراك اوباما امام المسؤولين الروس والصينيين لدفعهم الى قبول العقوبات ضد ايران، وتشير المصادر الدبلوماسية الى ان الولاياتالمتحدةالأمريكية استخدمت هذه المقولة لاقناع موسكو وبكين بالموافقة على العقوبات. ثالثا :ما تسعى اليه الادارة الاميركية من محاولات لاحداث خرق في جدار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، لكن هذه المحاولات تواجه جملة واسعة من التعقيدات والعقبات من الصعوبة على الاميركي ان يستطيع تجاوزها ولاسيما ان حكومة اليمين المتطرف في اسرائيل ، وعلى رأسها الارهابي بنيامين نتنياهو ترفض التنازل عن اصغر التفاصيل بما يتعلق ببناء الثقة، التي تعمل له ادارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما ما بين سلطة محمود عباس والحكومة الاسرائيلية، لذلك فان الحديث عن قيام اسرائيل بتنازلات كبرى بما يتعلق بمقتضيات التسوية مع السلطة الفلسطينية، هي من المستحيلات في ظل عجز الادارة الاميركية ،وعدم رغبتها في الوقت نفسه بممارسة ضغوط على اسرائيل لتقديم تنازلات تعطي الحد الادنى لما تطالب به سلطة رام الله، وهذا الوضع في المرحلة المقبلة بعد انتهاء فترة الاشهر الاربعة التي حددت للمفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، قد يذهب نحو الانفجار في ظل انسداد الافق امام احتمالات التسوية، وبالتالي فهذا التأزم قد يتم التنفيس عنه بحروب في اكثر من جبهة، بحيث ان اسرائيل يتوقع ان تسعى الى فرض واقع مختلف في المنطقة من خلال القيام بعدوان على لبنان او سورية او اي ساحة اخرى.