لم تكن المرة الأولى التي أزور فيها مدينة الأبيض في السنوات الأخيرة، ولكنها، هذه المرة، لم تكن كما كانت في تلك السنوات، حيث شهدت المدينة طرقها الداخلية وأسواقها تغييراً جذرياً وكبيراً، فخلت من تراكم الأوساخ وخلت من العشوائيات التي تسد الطرقات، واختفت عربات الكارو، من أكثر شوارع المدينة ازدحاماً، كما كان يحدث في السابق، ولم يتم ذلك بجرة قلم وبقرار فوري ولكن بالتدريج. إذا شاهدت الآليات تبدأ في رصف طريق أواعادة تأهيله، فلا تعتقد أن الأمر سوف يستغرق وقتاً طويلاً؛ لأن إنجازه سيتم بسرعة، والسبب أن الرجل الذي يقود هذا الحراك الأستاذ فتح الرحمن عوض الكريم الدومة، معتمد محلية شيكان، ظل حريصاً كل الحرص على متابعة العمل بنفسه وعلى الطبيعة ولذلك اتخذ من نواصي الشوارع مكتباً وتواجدا دائماً. شوارع كثيرة كانت مهملة ومتسخة وتبدو حزينة، فأصبحت نظيفة، وأعيد تأهيلها، وانسابت طرقها، مثل شارع السفيان، وشارع السوق المؤدي للمقابر، وشارع النهود، والآن شارع المنطقة، وغيرها، وغيرها من الشوارع التي كان حالها يغني عن السؤال. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أصبحت هناك أرصفة أمام المحال التي تحددت واجهاتها وحيطانها باللونين الأبيض والأخضر وامتدت يد المعتمد لمواقف المواصلات وطالتها يد التجديد والتنظيم . لقد جاءت خطوات معتمد محلية شيكان مثل الجراح الذي كشف الداء ووفر الدواء، وساهم هذا الحراك في نصيب هائل في تغيير شكل المدينة فأصبح (حاجة ثانية) فلم يجتمع أهل المدينة على رجل مثل ما اجتمعوا وأجمعوا على الإشادة بالمعتمد فتح الرحمن الدومة، وحالة من الفرحة والسعادة تنتاب المواطنين إزاء ما يجري على يد الرجل بالانخراط في العمل الميداني، تجلت من خلاله همته واخلاصه لبلده، لذلك ظل يحقق النجاح تلو النجاح في تغيير وجه وشكل المدينة إلى أفضل وأجمل.