الاستفتاء حول تقرير المصير المقررله العام 2011م والذي يعطي المواطن الجنوبي الحق في الاختيار بين الوحدة والانفصال، ترجح غالبية المحليين إلى أنه سيقرر حتماً لانفصال جنوب السودان عن شماله، وذلك لأن تصريحات السياسيين من قيادات الحركة الشعبية بما فيهم القائد سلفاكير يحرضون الناخب الجنوبي لاختيار الانفصال بدلاً عن الوحدة كما أن معظم القيادات الشابة في الحركة الشعبية تقف هذا الموقف. وتاريخياً تكاد كل تجارب الدول التي جرى فيها استفتاء تقرير المصير اختار الناخبون الانفصال كبديل للوحدة: في تيمور- والهند وباكستان «بنغلاديش» وا... المهم تجارب الدول في معظمها أكدت على ذلك. ومن المفارقات أن إخوة في الشمال يدعمون خيار الانفصال ويطالبون المواطن الجنوبي بأن يختار الانفصال بل ويطالبون بحق الإنسان الشمالي في الاستفتاء بمدى قبوله بدولة تضم أهل الجنوب أم لا، وهذا لعمري هو الشذوذ في التفكيرلا يمكن لجماعة في بلد أن تدعو لفصل جزء من الشعب لإقامة دولة أخرى غير الدولة الأصلية. وخيار الانفصال يحتم على الدول الأصل أن تراجع قضايا كثيرة وكبيرة وشائكة خاصة مثل انفصال جنوب السودان. الجنوبي في الشمال والشمالي في الجنوب كانوا شعباً واحداً، وبانفصال دولة جديدة هذا المواطن الجنوبي الذي يعيش في الشمال مطلوب منه أن يختار بعد الانفصال الجنسية التي يريد، هذا الموقف بالنسبة للمواطن الجنوبي العادي موقف محير لأنه يصبح في عشية وضحاها لاجئاً بدلاً من مواطن أصيل أسمه حسن، أو جبريل، أو ملوال وهذا يشكل ضغطاً على السياسي الشمالي الذي مطلوب منه أن يجدد شكل علاقة الإنسان الجنوبي بالشمالي، وأيضاً علاقة الشمالي بالجنوبي إذاً الشعارلاشمال بلا جنوب ولا جنوب بلا شمال وهْمٌ فقط . العمال الجنوبيون في القطاع الخاص والعام وكل العمالة هل تستخرج لهم تراخيص عمل بحسبانهم أجانب فور تأسيس الدولة في الجنوب هل يتحول فرنسيس إلى إنسان جنوبي مثل البنغلاديشي أو المصري أو الاثيوبي، كله صعب تخيله نحن تعودنا على سودان متنوع من حلفا إلى نمولي من محس وحلفاويين ودينكا وتبوسا وباريا. أيضاً الأصول والديون مشكلة هل نقتسم مطار الخرطوم أو جوبا وسد سنار وسد الرصيرص ومطار ملكال ونقتسم جرارات النقل النهري وقضيب السكة حديد بين كردفان وواو. إنها تجربة مرة ندعو الله أن يصرفها عنا وأن يحفظ بلدنا موحداً ويحفظ هيبة الدولة السودانية وهي تتوسط خريطة أفريقيا ويحفظ السودان بقبائله مسيرية ودينكا نقوك ودينكا وشوايقه وشلك ودناقلة. والله الموفق إعلام