منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    بعد رحلة شاقة "بورتسودان.. الدوحة ثم الرباط ونهاية بالخميسات"..بعثة منتخب الشباب تحط رحالها في منتجع ضاية الرومي بالخميسات    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوحدة الجاذبة


بروفيسر/ نبيل حامد حسن بشير
[email protected]
الأمين العام بالانابة
الحزب الاتحادى الديموقراطى الأصل
محلية مدنى الكبرى
اقترب تاريخ استفتاء الأخوة أبناء الولايات الجنوبية عن استمرارية وحدة السودان أو انفصال الولايات الجنوبية وتكوين دولة جديدة. السودان بوضعه الحالى وجغرافيته الحالية هو الارث الذى تركه لنا الأجداد والأباء من أبناء الشمال و الجنوب. كانوا (الأجداد) يتعايشون فيه منذ آلاف السنين (أكثر من سبعة آلاف سنة) بتناغم شديد حتى دخول المستعمر البريطانى واتباعه لسياسة المناطق المقفولة لغرض فى نفسه يتركز فى وقف المد الاسلامى جنوبا ومنع انتشار اللغة العربية بين القبائل غير العربية جنوبا وغربا واقصى الجنوب الشرقى. فهل نجح فى ذلك؟ بل قام بالتبشير بالمسيحية وتغيير الأسماء الجميلة (للمواطنين) ذات الدلالات العظيمة والمعانى السودانية الأصيلة الى أسماء أوروبية لاتعنى لأى منا شئ الآن ولن تعنى لنا شئ فيما بعد حيث أنها أتت من ثقافات لاتربطنا بها أية روابط. أسالوا أخوتنا فى كينيا ويوغندا وتنزانيا وزامبيا وزمبابوى..الخ الذين امتدت علاقاتهم بالمستعمر لأكثر من خمسين عاما بعد الاستقلال، فماذا كانت النتيجة؟. رغما عن ذلك انتشر الاسلام بالطرق السلمية فى قبائل الجنوب بل وصل الى كل الدول الافريقية دون استثناء بما فى ذلك المستعمرات البريطانية التى تقع جنوب الولايات السودانية الجنوبية كينيا وأوغندا وتنزانيا ورواند وبروندى ومالاوى وبتسواناو أنجولا وموزمبيق وزامبيا وزمبابوى وغيرها، بل توجد بها أكبر المراكز الاسلامية العالمية.
أما اللغة العربية، ولا أقول الثقافة العربية، فهى لغة التفاهم (الاتصال والتواصل) بين جميع القبائل السودانية شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا، خاصة تلك التى لاتتحدث نفس اللغة/ اللهجة. لم ينجح الانجليز فى نشر لغتهم بين أبناء الجنوب كما نجحوا فى تلك الدول المذكورة أعلاه، بل كان المتعلمون من أبناء الشمال أكثر تمكنا فى الانجليزية وأفضل نطقا وأكثر عددا حتى تاريخه. لم يستطيع الاستعمار نشر الثقافة البريطانية على أى من الثقافتين: الشمالية والجنوبية، بل فشل فى كل محاولاته لتحويل السودان الى مايشبه العلاقة بين فرنسا ومستعمراتها وفرض اللغة والثقافة وطمس الهوية.
يتحدث أبناء الجنوب عن أن الشمال يحاول أن يفرض عليهم الثقافة العربية وطمس التراث السودانى الجنوبى!!! أتساء ل عن ماهية الثقافة العربية؟ هل هنالك ثقافة عربية بالفعل؟ أم يقصدون ثقافة الدول التى تتحدث العربية. الأخيرة ثقافتها اسلامية ولم تكن هنالك ثقافة عربية قبل الاسلام، كانت هنالك قبائل متفرقة ومتناحرة وغير منسجمة ولكل منها تراثها المحدود غير المؤثر حتى على القبائل المجاورة لها.
جاء الاسلام وفرض ثقافته وأبقى على الصالح من تقاليد وعادات تلك القبائل وساعد على انتشارة وحارب الفاسد وغير الصالح والمناقض للتعاليم الانسانية والفطرة ومنع انتشاره. هل هذه ثقافة عربية؟ وهل يرفض الانسان دين الفطرة؟ وماذا يستفيد الشمال السودانى من نشر الثقافة العربية وأغلب قبائله غير عربية. كان من الأفضل أن يدعون أن الشمال يحاول أن بفرض "الثقافة السودانية" والتى تختلف اختلافا جوهريا عن "الثقافة العربية" البحتة و"الثقافة الأفريقية" البحتة والجنوب مصدر ومورد أساسى لمكونات "الثقافة والهوية السودانية". يجب على الشمال والجنوب أن يفخرا بثقافتهم المشتركة الفريدة.
الولايات الجنوبية تتكون من مئات القبائل ذات الأصول المختلفة، منها ماهو سودانى ومنها ما جاء من غرب أفريقيا منذ مئات السنين، خاصة بالمنطقة الاستوائية، بل استمر بعضهم فى الهجرة الى دول أخرى مثل كينيا (كوسومو) ويوغندا،ووصل بعض الفبائل السودانية الأصيلة
حتى تنزانيا مثل قبائل الماساى. يوجد ببلادنا لهجات متعددة ذات أصول وجذور مختلفة ومعتقدات أكثر اختلافا وتباينا.
كذلك الولايات الشمالية والتى لايستطيع أحد أن يفرض عليها العروبة و وهذه القبائل لم تدعيها وتفخر بأصولها العرقية وثقافاتها وموروثاتها ودينها (اسلامى كان أم مسيحى). هنالك العديد من القبائل الشمالية الأصيلة فى أقصى الشمال والشرق والغرب لا أصول عربية لها، ويفوق تاريخها تاريخ الفراعنة ويسبقه ولها لغات معروفة ، بل هى من أصول حامية والعرب من أصول سامية. هذه القبائل أكثر تمسكا بالاسلام والثقافة الاسلامية من القبائل ذات الأصول العربية وتحفظ من التراث باللغة العربية مالم تحفظه أو تحافظ عليه القبائل ذات الأصول العربية ومنها أهلنا النوبيين من كنوز وحلفاويين ودناقلة ومحس ..الخ لم ندعى يوما العروبة ونفخر بنوبيتنا وتاريخنا وأرثنا الثقافى الذى يعتبر فخر للسودان ولأفريقيا ككل. فلماذا لايفعل أبناء الدينكا والنوير والشلك وغيرهم مثلنا يحافظون على ارثهم وسودانهم فى وقت واحد.
هذه القبائل (الشمالية من نوبية وغيرها) لم يخطر ببالها فى يوم من الأيام أن تتحارب فيما بينها أومع القبائل ذات الأصول العربية ، ولم تفكر فى الانفصال أو ادعاء أن السودان ملك خالص لها دون الآخرين حيث أن تاريخها المكتوب على هذه الأرض يعود الى سبعة آلاف سنة أو يزيد.
الدينكا والنوير والشلك لهم ذات الحق حيث أنهم القبائل السودانية الأصيلة النيلية. كيف تفكر فى ترك حقوقها فى هذا الوطن ككل (أرضا وثقافة وموارد) وترضى بثلثه؟؟؟ وتتنازل عن الثلثين بكل هذه البساطة والأنانية والذاتية والتفكير الآنى متجاهلين حقوق الأجيال المستقبلية؟ من أعطاهم هذا الحق كجيل يدعى الثقافة والوصاية على البقية؟ وماذا سيقولون للأجيال القادمة؟ كل العالم يتجه الآن للتوحد، وهذا ما توصل اليه قادة وشعوب الدول المتقدمة رغما عن اكتفائها ذاتيا كدول مستقلة، فلماذا لانقف مع أنفسنا كأفراد وجماعات ، حكومة ومعارضة وشعب ذكى، شماليون وجنوبيون، ونحلل هذ الأمر بتجرد وحيادية.
عندما سألت أحد معارفى من أبناء الجنوب عن السبب الذى قد يجعل البعض منهم أن يصوت لخيار الانفصال، كانت اجابته: اذا كنتم كأخوة أو أسرة تعيشون كلكم فى بيت أوحوش واحد وجاءتكم الفرصة لأن يكون لكل منكم بيت منفصل له باب ومفتاح خاص به، أي الخيارين تفضل؟؟؟ قلت هذ مثال ساذج وخيار أنانى ويتميز بقصر النظر، ولاينطبق على الأوطان. فهل كنت مخطئا؟!
الشمال ملك لكل من هو سودانى والجنوب كذلك. أما دار فور فهى أصل وروح السودان بشماله وجنوبه ومدعاة فخره وكرامته على مر العصور، ويكفى أنها لم تخضع للاستعمار على مر الأزمان وحفظها للتراث السودانى "دون شق أو طق" كما يقول زعيمنا الخالد اسماعيل الأزهرى عندما وصف نيلنا للاستقلال.
فى العام 2002 م كنت فى طريقى الى لاجوس للقيام بمهمة افريقية تخص برنامج الأمم المتحدة للبيئة و صادف ذلك قيام طلاب طب جامعة جوبا شماليون وجنوبيون، بينهم عدد من الطالبات متجهون الى نفس المدينة لحضور مؤتمر عالمى طلابى خاص بكليات الطب. منعنا كما جرت العادة قبل اتفاقية السلام الشامل من الدخول الى نيروبى لأننا سودانيون وقضينا ليلتنا بالمطارنفترش البلاط. فجر اليوم التالى حدث أمر لايتخيله العقل السودانى بشمالييه وجنوبييه ولا يستوعبه. فوجئنا جميعا بامرأة افريقية فى العقد الخامس أوالسادس من عمرها تسير داخل المطار عارية تماما وخلفها مجموعة من الشرطة والعاملين بالمطار يحاولون تهدئتها وهى فى قمة هياجها وتتحدث بالفرنسية بأعلى صوتها. علمنا فيما بعد أن هذا هو أسلوبها فى الاحتجاج على السلطات الكينية التى أمرت بترحيلها وبنتيها من كينيا لأسباب تتعلق بقوانين الهجرة. ثم تفاجئنا بأن ارتقت ابنتها الكبرى منضدة بالكافتيريا أمام خطوط طيران متجهة الى بورندى وبدأت فى خلع ملابسها بنفس الأسلوب، ثم تلتها شقيقتها الثانية.
ما يهمنا فى هذه الحادثة أن الطلاب والطالبات من أبناء الجنوب كانوا فى قمة الخجل ولم يستطيعوا أن يتحملوا هذا الأمر. كنا نحن أبناء وبنات الشمال فى حالة استغراب من تصرفهم هذا وسألناهم لماذا تخجلون هكذا وأغلب الأقارقة يفضلون العرى فى بلادهم؟بل أن بقية الأفارقة بالمطار لم يبدو عليهم الخجل!! كانت الاجابة : (نحن سودانيون) ولنا اخلاقنا وعاداتنا وموروثاتنا ولا يمكننا أن نتصرف مثل هؤلاء!!! أثلجت هذه الاجابة صدرى وعلمت بل تيقنت أن السودان موحد فعلا ومات يحدث بيننا ماهو الا بهارات السياسة كما كان يقول صديقى المرحوم / محمد اسماعيل الأزهرى.
يقول البعض، بل يجزم أنه لايوجد ما يجمع بيننا وبين أبنا الجنوب. أنا أقول أن (كل شئ ) يجمع بيننا وبينهم ، فهم منا ونحن منهم دما ولحما وثقافة. السودان بثقافاته وأعراقه المتعددة هو ثروة لا يعرف قيمتها الجهلاء والعملاء. أبناء الجنوب سودانيون حتى النخاع، ولا يشبهون مواطنى الدول الأخرى فى أغلب الأشياء. بنيروبى التى أزورها عدة مرات كل عام لم أرى أى من أبناء الجنوب على علاقة وثيقة بكينى أوكينية. بل دائما ما يكونون منعزلون عنهم ويتجمعون فى مناطق محددة ومعروفة للجميع مثل نواصى الفنادق أو الأسواق وتنفرج أساريرهم عندما تقع أعينهم على شمالى أو شمالية.
لدى عدة أسئلة أود أن أجد لها اجابة من الأشقاء أبناء الجنوب، خاصة الذين تعايشوا معنا بالشمال قبل وبعد الحروب المتكررة:
* هل شعرت فى يوم ما أنك غير سودانى؟
* هل أنكر عليك الشماليون حقك فى الدراسة بالمدارس الحكومية والجامعات السودانية والعلاج بالمستشفيات الحكومية؟
* هل رفض أى حى من الأحياء جيرتكم؟
* هل كنت تتنقل مابين المدن بجواز سفر؟
* هل سئلت يوما عن مالذى أتى بك الى مدينة شمالية ما؟
* الم تطرب للكاشف وعثمان حسين ووردى والكابلى؟
* الم تهزك موسيقى القوات المسلحة السودانية والتى أغلبها من الحان ألقبائل الجنوبية؟
* هل تنكر أن تاريخك يعود الى بعانخى وتهاركا (ترهاقا)؟
* هل لك حق فى يورسودان وحلفا والجنينة ومشروع الجزيرة وخزان الروصيرص وخزان سنار وسد الحامداب ومصانع السكر ومصانع النسيج ومدينة جياد الصناعية وجامعة الخرطوم ومتحف السودان أم تنازلت عنه لأسباب شخصية ومصالح ذاتية ووقتية زائلة بزوال البترول الذى سينضب قبل أن ينتهى جيلك هذا ولن يستمتع به ابنك وبنتك؟
* هل يقل راتبك بالمصلحة الحكومية عن راتب مثيلك من أبناء الشمال؟
* هل رفض أحد الشماليين جلوسك بجواره بوسائل النقل كما يحدث فى أوروبا وأميريكا؟
* هل ترك أحد الشماليين صينية الأكل عند جلوسك معهم لتناول وجبة ما؟
* عند مرورك بجماعة من الشماليين يأكلون بالسوق أو أمام منازلهم ألم يقولوا لك تفضل؟
هنالك الكثير من الاسئلة التى من الممكن أن تطرح فى هذا السياق لكن موضوعنا هو الوحدة الجاذبة. يقول المنسوبين للحركة الشعبية أن أمر جعل الوحدة جاذبة هو مسؤولية الشمال!!!!
هل الشمال أكثر سودانية من الجنوب؟ هل الشمال هو الذى طرح فكرة الانفصال؟
جعل الوحدة جاذبة هو مسؤولية كل من ادعى أنه سودانى بدأ من السيد رئيس الجمهورية والنائب الأول والنائب وانتهاء بالطفل الذى ولد اليوم. فنحن الأجيال الحالية ليس لنا الا "أجر المناولة " للأجيال القادمة.
نعم نحن أجيال فرضت عليها ابتلاءات لاقبل لنا بها، لكن أقل ما يجب أن نقوم به عرفانا وامتنانا لوطننا وخوفا على مستقبل الأجيال القادمة أن نورثهم سودان موحد متماسك يفخر مواطنوه بأنهم (سودانيون أولا)، لا عرب ولا أفارقة.
حكومة المؤتمر الوطنى حتى الآن دورها سلبى تجاه جعل الوحدة جاذبة. أما الحركة الشعبية فى رأى جميع أبناء الشمال أنها تعد الجنوب للانفصال. أما بقية الاحزاب فهى فى أحسن الحالات متفرج وينتظر صافرة الحكم حتى يهتف بأن التحكيم فاشل.
الوحدة قناعة ولاتفرض على الشعوب ولا على الأفراد. السودان يزخر بالحكماء. المطلوب منهم العمل الدؤوب والمركز طوال الفترة القادمة (7 أشهر فقط) لاعداد برامج من أجل جعل الوحدة ل ا أقول جاذبة بل خيارنا الأوحد.
كما يجب أن يتفرغ السيد الرئيس والسيد نائبه الأول منذ الآن حتى تاريخ الاستفتاء للقاءات الجماهيرية بكل الولايات والمدن بالولايات الجنوبية لمخاطبة الجماهير معا بخصوص هذا الأمر الذى لايوجد ما يفوقه أهمية فى تاريخ السودان السابق والذى سيأتى، على أن يتفرغ السيد النائب الأول لادارة أمر الدولة وهو أهل لذلك. فالتاريخ لا يرحمز أنظروا لما فعله قورباتشوف بالاتحاد السوفيتى، وما حدث بالهند وباكستان، ثم انفصال الأخيرة الى دولتين، وماحدث بين أثيوبيا وأريتريا. مجد التاريخ الملك مينا وأطلق عليه لقب موحد القطرين، واكتفى بذلك. اللعنة ستطال كل من فرقنا وساعد عى الانفصال، فهى وصمة عار، وكاذب من يدعى أنها بطولة أو شئ يفخر به أمام الأجيال القادمة.
لابد وأن يكثف الاعلام دوره وبرامجه وبكل اللغات واللهجات وبالاذاعات المحلية مهما كلفنا ذلك من مال. لاننسى دور المساجد والكنائس والاندية والمدارس واللجان الشعبية بالأحياء والوحدات الادارية..الخ. الأشهر السبعة القادمة هى التحدى لكل من يعيش داخل حدود هذا الوطن المعطاء الجاحد أبناؤه.
على الأحزاب السياسية خاصة الكبرى ( الاتحادى الديموقراطى والأمة والشيوعى والشعبى) منها أدوار لاتقل عن دور الشريكين. يجب أن يتفرغ قادتها منذ الآن حتى يناير القادم للطواف بالولايات الجنوبية والأفضل الاقامة بها بغرض تكثيف الدعوة لبقاء السودان موحدا. لايتم ذلك الا بالاحتكاك المباشر مع الجماهير والتفاعل معها ومناقشتها ومحاورتها ومجادلتها بالتى هى أحسن. المسؤولية مسؤولية الجميع حتى لا تلوم الأجيال القادمة الجيل الحالى وحكومة الوحدة الوطنية وأحزاب المعارضة على سلبيتها وتفريطها فى أعز ما نملك وهو السودان الوطن الواحد ما قد كان وما سيكون ان شاء الله.
أما الفنانون والرياضيون فدورهم لايقل أهمية عن السياسيين ان لم يكن أكبر. لابد وأن توضع برامج لحفلات غنائية تشبه حفلات أضواء المدينة التى تقوم بها اذاعة وتلفزيون مصر تتنقل بين كل مدن ولايات الجنوب لتذكير أبناء الجنوب بتراثهم وفنونهم التى يجب أن يحافظوا عليها. ينطبق ذلك على فرق الهلال والمريخ والموردة والخرطوم والأهليين والأمل والميرغى..الخ للتبارى فيما بينها هناك والتبارى مع فرق الجنوب أيضا، وقد تكتشفون خامات لم تتوقعوها بالجنوب.
اللهم لا تشمت فينا أعدءنا، والهم قادتنا الى سواء السبيل. نحن نضع أنفسنا تحت امرة كل من يحتاجنا للوصول الى هدفنا الأسمى وهو الحفاظ على سودان موحد يحكم عدلا ويتشارك الكل فى ثرواته وخيراته وتنعم الأجيال القادمة بانتمائها له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.