يوم واحد انعقدت خلاله القمة العادية الرابعة عشرة للجمعية العامة لرؤساء دول وحكومات الإيقاد، المخصصة للبحث في مسار تنفيذ اتفاقية السلام بين شريكي السلطة في السودان، المؤتمر الوطني، والحركة الشعبية، وقد كنتُ أحد شهود هذه القمة التي سبقها اجتماع وزاري وتحضيري حدد أولويات البحث، ووضع الترتيبات التي رأى الفنيون أنها ضرورية لتكون أمام رؤساء دول الإيقاد. غادرنا الخرطوم مساء الاثنين، في صحبة السيد نائب رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر الوطني، الذي انضمّ إلى شقيقه الفريق سلفاكير ميارديت، النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، ليشكلا (المنصة) الواحدة، التي تضم وفد السودان، وكلاهما استعان بالمختصين إلى جانبه، وقدم كل واحد منهما خطاباً ضافياً، عبر فيه عن تقييمه لمسارات تنفيذ الاتفاقية. شارك رؤساء عدة دول في قمة نيروبي بالأمس، منهم الرئيس الكيني كيباكي، ورئيس الوزراء الأثيوبي، ميليس زيناوي والرئيس اليوغندي، يوري موسفيني، والرئيس الكيني السابق، دانيال آراب موي، ورئيس جيبوتي، ورئيس الوزراء الصومالي، وشارك في القمة ممثلو جنوب أفريقيا، والاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، والاتحاد الأوربي، ومبعوث الرئيس الأمريكي الخاص للسودان السيد سكوت غرايشون. قاعة الرئيس جوموكنياتا للمؤتمرات، ضمت ممثلين لمئات الصحف، والفضائيات، ووكالات الأنباء، كانوا يتابعون الحدث الذي ارتبط بتقييم القمة لاتفاق السلام، وكنا نحن في الجانب الصحفي والإعلامي السوداني، من الذين طاروا إلى نيروبي للمشاركة في التغطية، أو أولئك الذين سبقوا إلى هناك، أو من المقيمين في العاصمة الكينية، كنا جميعاً نتابع المجريات من داخل قاعة المؤتمر، ونهتم بما سوف يصدر من مقررات أو توصيات في البيان الختامي للقمة. حقيقة لم أكن سعيداً ب (المهرجان الخطابي) الذي تبارى فيه المتحدثون كل يدلو فيه بدلوه ورأيه حول السودان، وكأنما كل مصائب القارة ومشاكلها انحصرت داخل السودان، وكأنما بلادهم خلو من المشكلات الاجتماعية والسياسية والأمنية والاقتصادية، رغم معرفتنا التامة والكاملة بأن إقليم دارفور المتأزم أكثر أمناً وسلاماً من كثير من هذه الدول، وكنتُ أرقب، عن كثب، ما يجري قريباً مني على بعد خطوات، حيث يجلس المبعوث الأمريكي الذي وجدته يدون الملاحظات والنقاط أمامه، ويهتم بتفاصيل خطابات المتحدثين. رغم هذه التحفظات التي أشرت إليها إلا أن قمة الإيقاد مضت نحو تحقيق الغايات والأهداف المحددة في اتفاقية السلام، وأكدت على الإتجاه نحو إقامة الانتخابات في موعدها المحدد من قبل ليعقب ذلك الاستفتاء الخاص بتقرير المصير. التقيت وعدد من الزملاء، بالسيد النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس حكومة الجنوب، ورئيس الحركة الشعبية، وناقشناه حول نتائج القمة، وكان واضحاً وصريحاً إلى أبعد الحدود، إذ قال: إن موقف الحركة من الانتخابات والاستفتاء كان واضحاً منذ البداية، تأجيل الانتخابات أو تعجيلها يجب ألاّ يكون مانعاً للاستفتاء في موعده، وقد ناقشناه كثيراً وطويلاً، ونكشف غداً بإذن الله ما دار بيننا.. ونكشف تفاصيل إجابات المبعوث الأمريكي على أسئلتنا حول موقف بلاده مما يحدث في السودان.