نتابع هذه الأيام باستغراب مشاهد دراما إضراب نواب الأطباء الاخصائيين والتي تناقلت مجالس المدن أمس الأول خبر أحداث العنف وعمليات التشابك بالأيدي والكراسي التي جرت في احد مشاهدها بين الأطباء المؤيدين للإضراب والآخرين المناوئين له والتي أدت لإصابة عدد من الأطباء والطبيبات.. خلال الاجتماع الذي عقدته لجنة النواب بالميز لإعلان الإضراب عن العمل.. والمشهد يبعث الدهشة لأننا لا نتصور أن يأتي من ملائكة الرحمة أو هكذا يفترض أن يكونوا بحكم المهنة وأخلاقياتها ومقتضياتها، إلاَّ أن هذا ما حدث بالفعل في اجتماع غيَّب فيه من حضره الحوار والسلوك الحضاري المفترض أن تمارسه أية فئة مستنيرة. فقد حوَّلوا بعضهم إلى مصابين يحتاجون للعلاج في اجتماع يوضح أن لجنة الإضراب جاءته مع سبق الإصرار والترصد على أن يصل بعد الضرب إلى الإضراب مهما كلف ذلك، بالرغم من إدراكهم أن أي إضراب ينفذونه في ظل استمرار الاخصائيين في العمل ومع استمرار الكوادر الطبية الأخرى يعني أن أثره لن يتعدى ضجيج الإعلام إلى حقول الطب.. والمتابع للأحداث الدرامية للأحزاب يلاحظ أن فصولها ومشاهدها تتجدد وتلتقي في أنها مسرحية مستهجنة فشل أبطالها في إقناع كل الكوادر الطبية بالإضراب وفشلوا في اختيار الوسيلة الحضارية التي تجعل المواطن يتعاطف معهم خاصة وأن الحكومة تعاملت بذكاء مع الإضراب الأول بالإسراع بتحقيق مطالبهم المالية،لتعري أي إضراب بعده و تؤكد أنه إضراب ذو أجندة سياسية من عاملين، كل عامل منهم أقسم يوم تعيينه على ألاَّ يتوقف عن معالجة أي مريض مهما كانت الظروف والأسباب، كما يمنع قانونها التوقف عن العمل في ظل أي ظروف حتى في ظل الحروب.والمتابع للأحداث الدرامية للإضراب وتداعياته يلاحظ الزج بالوزيرة «تابيتا» والمطالبة بإعفائها من الوزارة بحجة أنها «سستر» وليست اخصائية والغريب أن هذه المطالبة لم تأتِ من الاستشاريين أو الاخصائيين وإنما جاءت من النواب «تحت التدريب» ولأسباب معلومة الظلال السياسية التي جعلت من الأحداث الدرامية للإضراب تصل إلى هذا الحد الذي يؤكد تسيسه تصنيفات قياداته السياسية.. فالذي يعرفهم يدرك الحقائق الخاصة بالمسرحية التي بدأت مطلبية وانتهت سياسية.. ولم تتعامل معها وزارة الصحة بعد انتقالها من الفصل الأول للثاني بالحسم المطلوب وفقاً لقانون مهنة الطب الذي يمنع التوقف عن العمل.. وقد قال أحد الظرفاء: إن الحكومة تستاهل فهي التي فتحت عدداً كبيراً من كليات الطب، وأفسحت فيها فرص التعليم لكل راغب في دراسة الطب سواء بنسبة النجاح أو بالمال.. لتمتلئ البلاد بالأطباء الذين بعضهم أدى قسم المهنة ولكن!